هدد قراصنة حاسوب متضامنون مع موقع ويكيليكس، الحكومة البريطانية بشل مواقعها إذا سلمت مؤسس الموقع جوليان أسانج إلى السويد التي تطالب به لمحاكمته بتهم اغتصاب مفترضة. وقالت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية الصادرة الجمعة 10 ديسمبر 2010م إن شبكة قوامها نحو 1500 من ناشطي الإنترنت خرّبت مواقع “ماستر كارد” و”فيزا” والحكومة السويدية عن طريق الملايين من الزيارات الوهمية في إطار عملية أطلقت عليها اسم “عملية الرد” بما يفوق طاقات المواقع الاستيعابية ويقود بالتالي إلى تعطيلها. وجاءت هذه الهجمات الإلكترونية بعد إعلان شركتي بطاقات الائتمان توقفهما عن التعامل مع التبرعات المخصصة لموقع ويكيليكس. وأضافت الصحيفة أن قراصنة ويكيليكس الذين يسمون أنفسهم “مجهولون” أعلنوا أنهم سيستهدفون مواقع الحكومة البريطانية إذا ما سمحت بتسليم أسانج للسويد، وأنهم يخططون لضرب موقع “أمازون” لتجارة التجزئة على الإنترنت. ونسبت الصحيفة إلى ناشط الإنترنت الأمريكي جريج هوش -الذي عمل سابقا مع القراصنة- قوله: إن هؤلاء سيستهدفون الحلقات الأضعف لأنهم يريدون رؤية النتائج، وسيلجأون في المرحلة الأولى إلى اختبار بعض المواقع قبل أن يقرروا. كما نقلت الصحيفة عن أحد قراصنة الحاسوب قوله: “من المؤكد أنها حرب معلومات، والهدف الرئيسي الذي يقف وراءها هو أن المعلومات مجانية ولا يحق للحكومات الاحتفاظ بها، ووقعت هذه الحرب بعد نشر موقع ويكيليكس هذه المعلومات” بحسب ما أورد “الجزيرة نت”. واعتقلت الشرطة البريطانية مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج يوم الثلاثاء الماضي بعد إصدار السلطات السويدية مذكرات اعتقال دولية بحقه، ورفضت محكمة وستمنستر إخلاء سبيله بكفالة وأمرت بحبسه على ذمة التحقيق حتى الرابع عشر من الشهر الجاري. وفي وقت سابق اليوم، نفى موقع ويكيليكس الإلكتروني أي صلة له بهجمات إلكترونية تعرضت لها شركات عالمية تعتبر معادية له وأكد أنه لم يدعم أو يشجب الحملة الإلكترونية. وجاء في بيان نشره الموقع نقلاً عن كريستن هرافنسن المتحدث باسم ويكيليكس: “الهجمات تعكس رأيًا عامًا فيما أسفرت عنه التطورات الأخيرة”. ونجحت بالفعل الحملة التي تهدف للانتقام لويكيليكس وأطلقت على نفسها اسم (اوبريشن باي باك) أو (عملية رد الدين) في تعطيل موقعي شركتي فيزا وماستر كارد وموقع الحكومة السويدية لبعض الوقت. وأشار موقع ويكيليكس إلى أن الهجمات تشبه ما تعرض منذ أن بدأ في نشر المراسلات الدبلوماسية الأمريكية المسربة وعددها 250 ألف وثيقة يوم 28 نوفمبر. وقال الموقع في بيان: “يعتقد أن هذه الهجمات المعطلة للخدمات نبعت من جمع على الإنترنت يعرف باسم مجهولون.. ولا صلة لويكيليكس بهذه المجموعة ولم يحدث اتصال بين أي من العاملين في ويكيليكس وأحد في مجموعة مجهولون”. وأضاف وفقًا لوكالة رويترز: “لم يتلق ويكيليكس أي اخطار مسبق بأي من أفعال مجموعة مجهولون”. وفي إطار ردود الأفعال على توقيف أسانج في بريطانيا، اعتبر الرئيس البرازيلي لويس إناسيو لولا داسيلفا اعتقال أسانج انتهاكا لحرية التعبير. ودعا الرئيس البرازيلي الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان للاحتجاج على اعتقاله في بريطانيا. وقال داسيلفا: إن الذنب لا يقع على أسانج لكشفه تلك الوثائق السرية بل يقع على الذين كتبوها. وأضاف أنه سيأمر بنشر احتجاج على مدونة الرئاسة البرازيلية ضد اعتقال أسانج. وفي السياق ذاته، تظاهر مئات من الأستراليين في مدينة سيدني للتعبير عن تأييدهم لجوليان أسانج. وندد المتظاهرون بقرار المحكمة البريطانية تجاه قضية احتجاز أسانج ورفضها الإفراج عنه بكفالة.