قالت تقارير صحافية مغربية ان جبهة البوليزاريو تحشد قواتها بالمنطقة العازلة التي تقع خارج الجدار الامني الذي يزنر الصحراء الغربية في اشارة الى تصعيد التوتر مع المغرب اثر عملية تفكيك مخيم لمحتجين صحراويين في مدينة العيون وتداعياتها. ونقلت صحيفة ‘الاتحاد الاشتراكي' عن مصادر اسبانية ان مئات من ‘قوات الاحتياط' التابعة لجبهة البوليزاريو تحركت باتجاه شرق الجدار الأمني وقالت إنه قرع لطبول الحرب على المغرب من طرف الجبهة التي تسعى لفصل الصحراء عن المنغرب واقامة دولة مستقلة عليها. واوضحت الصحيفة ان قوات جبهة البوليزاريو تتحرك على متن شاحنات عسكرية، مدججة بالسلاح وعلى أهبة الاستعداد للحرب، وأن عناصر ‘قوات الاحتياط' في طريقها للالتحاق بباقي الوحدات القتالية التابعة للجبهة المرابطة بالمنطقة العازلة التي تصفها الجبهة بالمناطق المحررة. ونقلت عن أحد عناصر ‘قوات الاحتياط' إنهم على استعداد لشن الحرب على المغرب وينتظرون الأوامر لانهاء وقف إطلاق النار السائد بالمنطقة منذ نهاية 1991. وقرر مجلس النواب المغربي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في المواجهات الدامية التي عرفتها مدينة العيون ابان عملية تفكيك مخيم اقديم ايزيك الذي ضم اكثر من 20 الف صحراوي احتجاجا على اوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية وتداعيات تلك العملية التي ذهب ضحيتها 11 قتيلا من رجال الامن ومواطنان مدنيان بالاضافة الى عشرات الجرحى. وتؤكد السلطات المغربية ان قوات الامن قامت بتفكيك المخيم ومواجهة احتجاجات بالمدينة، بدون اسلحة باستثناء خراطيم المياه وواقيات وعصي. وحسب مصادر برلمانية يتوقع أن تعكف لجنة على العمل وإعداد تقرير ‘في ظرف زمني معقول' لا يستنفد الاشهر الستة التي يحددها القانون المنظم. واستنكر الأمناء العامون ورؤساء وقادة الأحزاب السياسية المغربية الممثلة في البرلمان، بقوة، تمادي أطراف إسبانية في اللجوء إلى ‘تصرفات مغلوطة ومقاربات غير أخلاقية' في التعاطي مع مواجهات مدينة العيون. وأوضح هؤلاء في بيان عقب اجتماع عقد مساء الاربعاء بالرباط مع وزيري الداخلية الطيب الشرقاوي والخارجية الطيب الفاسي الفهري أن الأساليب التي تعتمدها هذه الأطراف ‘أصبحت تكتسي طابعا فظا يتداخل فيها التزوير الصارخ للحقائق ودوافع تكتيكية وسياسية واضحة'. وعبروا عن استنكارهم ل'تحركات' الحزب الشعبي الإسباني المعارض ‘الذي ما فتئ، طوال الأيام الماضية، يعمل على توظيف أحداث العيون لخدمة أغراض دعائية انتخابية محضة، سواء على الصعيد الداخلي الإسباني أو الأوروبي'. واعتبر زعماء الأحزاب المغربية أن ‘موقف الحزب الشعبي الإسباني يعادي، بعمق، مصالح الأمة المغربية قاطبة'، و'سيؤثر سلبا على مستقبل العلاقات بين البلدين الجارين التي بذلت خلال السنوات الأخيرة، جهوداً مشتركة لضمان استقرارها وتطويرها وفق رؤية استراتيجية وجيهة'. وحملوا الحزب الشعبي الإسباني ‘المسؤولية الكاملة لعواقب هذا الانزلاق مع ما يكتنفه من تحامل متكرر على المغرب الذي يسعى دائما لإرساء علاقات قائمة على حسن الجوار والثقة المتبادلة والتنمية المشتركة مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي'. وأشار البيان إلى أن الأمناء العامين ورؤساء وقادة الأحزاب السياسية المغربية شددوا على أن ‘اعتماد أسلوب الافتراء والتشويش على الحكومة الإسبانية، والضغط عليها في اتجاه يخدم مصالح وأطروحات الجزائر ضدا على المصالح العليا المغربية، لن يكون مطية لاسترجاع الحزب الشعبي الإسباني مصداقيته بإسبانيا وبالفضاء الأوروبي'. من جهة اخرى قالت الامانة الوطنية لحزب النهج الديمقراطي المعارض ان احداث مدينة العيون ‘كشفت فشل الحلول والمقاربات المتبعة لحد الآن لحل هذا النزاع الذي دام لمدة تتجاوز35 سنة وكلف شعوب المنطقة خسارات فادحة في الأرواح ومصاريف باهظة واستفادت منه، بالأساس ،الطغم العسكرية والأمنية والإدارية.' وقال بيان للحزب ارسل ل'القدس العربي' ان الأخطر من تلك الاحداث ‘هو المنحى الذي بدأ يأخذه هذا النزاع مند مدة والمتمثل في تفاقم مظاهر الشوفينية وتسعير نار الحقد بين شعوب المنطقة مما يهدد باندلاع حرب مدمرة ترهن مصير المنطقة لأجيال وتعيق سيرورة وحدة شعوبها الضرورية'. ويتبنى حزب النهج الديمقراطي اليساري الراديكالي والفاعل في منظمات حقوقية ونقابية مقاربة للنزاع الصحراوي مختلفة عن مقاربات بقية الاحزاب السياسية المغربية. واكدت الامانة الوطنية للحزب في بيانها أن حل النزاع في الصحراء ‘يتمثل في المفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمغرب والسعي الجدي في البحث عن الحلول السلمية على قاعدة الشرعية الدولية المرتكزة على تقرير المصير مما يجنب المنطقة ويلات الحرب ويضع اللبنات لوحدة شعوب المغرب الكبير كضرورة تاريخية لا مناص منها'.