بمناسبة تنظيم التبوريدةالرودانية هذه الأيام : 12 – 13 – 14 – من الشهر الحالي ونزولا عند رغبة تلة من الشباب الشغوف والمتطلع الى معرفة بعض عناصر التراث المعنوي لمدينتهم و المتعلق بالتبوريدة الرودانية وإنهم بهذا الموقف المسؤول المتعطش يريدون تكريس القولة الشهيرة:هذه آثارنا تدل علينا فانظروا الى الآثار. وفي إطار هذه النظرة أستقرأ ذاكرتي لأتقاسم مع هؤلاء الشباب و القراء الأعزاء هذه المعلومات التي اندلت على شيء فإنما تدل على شجاعة و شهامة أجدادنا عبر محطات تاريخية و آخرها وقعة سيدي بو عثمان ضواحي مراكش وعلى مشارف بنكرير حيث ذهب الرودانيون وإخوانهم الصحراويون برئاسة المولى احمد الهيبة ابن الشيخ ماء العينين وذلك لقطع الطريق على جحافل الجيش الفرنسي الذي كان يتجه صوب ربوع سوس الكبير مرورا بمراكش. ولما منع هؤلاء الرجال من الحركة على العدو اينما حل وارتحل توجهوا الى التبوريدة معبرين عن شهامتهم وشجاعتهم بهذه الظاهرة ظاهرة الفروسية المسماة التبوريدةLa Fantasia . و قد كانت تنظم بمناسبة العيدين : الصغير والكبير وبالمواسم سيدي مبارك- سيدي دحمان – سيدي موسى الحمري …وكان المشاركون فيها من تارودانت، أولاد يحيى، سيدي موسى الحمري … حيث كان " ملعب الخيل " محاديا للأسوار الممتدة من فندق السلام حتى البلدية القديمة ومن المشاركين إذ ذاك : الفرقة الرودانية التي تمثل الأحياء وفرقة القوات المساعدة وفرقة أولاد يحيى وفرقة سيدي موسى الحمري. ولقد كان قائد السربة يردد: أنا بريء بريء و الحافظ الله (2) قدوا الخيل (2) أراو المكاحل (2) أراو الخيل (1) لتنطلق السربة في سباق محموم لتنطلق الطلقة البارودية طلقة واحدة منسجمة أما البنادق فكانت أنواع ثلاثة : بوشفر–ساسبو–أبوري . ومن بعض المشاركين أتذكر : أيت الشيخ ابيه الحاج ميلود ثم أخوه أيت الشيخ ابيه محمد( أب و عم أيت الشيخ ابيه الحبيب )، الحاج مبارك بن سكرات ( خال مولاي محمد الولتيتي رئيس تعاونية كوباك ) … و بالإضافة الى هؤلاء أتذكر المخازنية وهم منالقوة المساعدة : لحسن الجيد ( أب الحكم الدولي محمد الجيد وجد الحكم الدولي الإبن ) حاحو ( المعروف ب بوخريص أب الإخوة حاحو ) إغوناين ( أب الإخوة محمد – صالح – حسن – مصطفى وعبد الله )أفخسي، زكيطي … وقد توقفت أنشطة هذه التبوريدة في أواسط الثمانينيات (1988 ) لما استغل مكان الملعب موقفا للسيارات. وبما أن الشيء بالشيء يذكر أقترح على المجلس البلدي الموقر تسمية الباب المفتوح على المكان المختار لأنشطة التبوريدة : باب الخندق على اعتبار أن الخندق كان يمر جانب الأسوار و يحيط بها مارا بهذا المكان بالذات . أملي أن أكون قد استجبت لشغف هؤلاء الشباب وغيرهم وطوبا لمن عمل من قريب أو بعيد على إحياء هذا المشهد المتأصل في تراثنا العميق. بقللم/ الحاج احمد سلوان