جمعية نواصي الخير للفروسية التقليدية بتارودانت تعد "التبوريدة" طقسا احتفاليا وفلكلوريا عريقا لدى المغاربة، وهي ليست وليدة العصر، لذلك باتت مرتبطة في أذهانهم بتقاليد وعادات تجمع بين المقدس والدنيوي، وتشكل التبوريدة جزءا لا يتجزأ من التراث المغربي الأصيل الذي يعيد الذاكرة الشعبية للمغاربة. وبمناسبة الاحتفاء بذكرى ميلاد ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير المحبوب مولاي الحسن، ستحتضن مدينة تارودانت النسخة الأولى لملتقى "ربيع تارودانت للتبوريدة " تحت شعار "التبوريدة فن تراثي اصيل" والذي تشرف على تنظيمه كل من الجماعة الترابية لتارودانت وجمعية نواصي الخير للفروسية التقليدية بتارودانت، على امتداد ثلاثة أيام 12 ، 13 ، 14 ماي 2017 التي ستعرف تنظيم عروض في فن التبوريدة بالساحة المتواجدة قرب باب بيزمارن، بالإضافة الى أمسيات فنية فلكلورية ستحييها وتنشطها فرق فنية تراثية محلية. وتروم هذه التظاهرة الثقافية المتميزة الحفاظ على هذا الموروث التاريخي والثقافي الأصيل والمتمثل في تربية الفرس وممارسته فن التبوريدة بلوحاته التاريخية على إيقاع حوافر الخيول وطلقات البارود من خلال مشاركة مجموعة من السربات من مختلف المناطق بالإقليم والجهة بهدف تقريب الساكنة من هذا الموروث الضارب في أعماق التراث الثقافي للمملكة والذي يعكس الهوية المغربية الأصيلة، وكذا التشجيع على تربية الخيول الأصيلة وإدماجها في النسيج الاقتصادي بالمنطقة وتثمين المنتوج المتعلق به. الملتقى يسعى أيضا لربط الحاضر بالماضي على اعتبار أن مدينة تارودانت العتيقة عهد تاريخي أصيل متجذر تبقى القصبة والأسوار شاهدين عليه بالإضافة الى باقي المباني التاريخية الأخرى والتي تزيد من تأكيد ما أثبته التاريخ على أن هذه المدينة كانت محطة وقاعدة تمركز للجيوش والعساكر واستعراضاتها ومحجا للمثقفين والمبدعين والعلماء والساسة و الحكام والمشاهير. كما سيجسد هذا الملتقى أيضا فرصة سانحة للتعريف بقطاع تربية الفرس وعرض عتاده وفارسه والوقوف عند خصوصيات المنطقة في هذا المجال، فضلا عن كونه فضاء لترجمة طموحات الفاعلين والمتدخلين في الشأن التنموي في مجال إدماج الخيول والفروسية في النسيج الاقتصادي والاجتماعي من خلال تنظيم حلقة نقاش وتواصل للتفكير الجماعي وتبادل الخبرات لتجاوز المعيقات والاكراهات التي يواجهها قطاع تربية الفرس بالمدينة في أفق تطويره وتنظيمه وتأطيره من أجل تبوئه المكانة اللائقة. يتوخى هذا الملتقى الحفاظ على فنّ التبوريدة" كتراث تاريخي، وتوظيفه لخدمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة وإغناء البرامج الثقافية لتارودانت.