الطبخ المغربي أصيل قح متأصل بارع في اعداده عجيب وجذاب مغري في ذوقه يغري ويثير ويعجب و يشهي خاصة مكوناته الشعبية المميزة لمناطق وقبائل مغربية راسخة في أعماق تاريخ البشرية ومن هذه الأطباق على سبيل المثال لا الحصر : أملو : عريس الأكلات الأمازيغية والذي ينتشر في بقاع وأصقاع سوس مكوناته(اللوز والعسل وزيت أركان …) شكانبا : أو التقليا كما يسميها الكثيرون تكاد لا تغيب عن المائدة المغربية و من المناطق و المراكز التي تتقن إعدادها وطهيها مدينة سلا وما أدراك ما سلا والى جانبها مراكش الحمراء وفاس العلمية وتارودانت التاريخية الأمازيغية وغيرها من المناطق الأخرى المتناثرة على قمم الأطلس وجبال الريف و بربوع الصحراء المغربية . فهل من عاشق ذواق و ليس بغلاق ؟ هذه الأيام اجتمعت المأكولتان على مائدة مغربية وذلك في عصر التسامح والتساكن وقبول الآخر والتحالفات … فعلى الرغم من خصوصيات أملو وخصوصيات شكانبا حيث أن الأول يؤكل لحلاوته وشكانبا تؤكل لحموضتها (الحامض المصير ) ومرورتها ( الفلفل السوداني ) فشكانبا مختبر تتفاعل فيه التوابل ( راس الحانوت ) مع أحشاء الأغنام و الأبقار تفاعلا مازجا و كلا الأكلتان تقوي الجسم بالطاقة الحرارية ( calories ) و على ذكر الكالوري فإنها تعادل 3.18 جول ويحتاج جسم الإنسان حسب بعض الدراسات في التغدية الى حوالي 4000 سعرة حرارية ومن هنا تتضح جليا قوة مغاربة الأجيال السابقة : " فأكل أملو لا يمل " كما قال العلامة المرحوم المختار السوسي وعن شكانبا قال أحد المعجبين بأكلها " كل من تما وشوف أش تما " وقد تكون منشطة إذا أضيف لتوابلها " قعقلو " أي هي " كما يسميه المشارقة " وأغنية سميرة توفيق الأردنية أكبر شاهد على ما أقول ( والله صبوها القهوة زيدوها هي …) فإذا تأملنا الأكلتين فهي متنافرتين لا تقدم عادة على طبق واحد وقد يحدث أحيانا الجمع بينهما فالجوع أمهر الطباخين. فهل يمكن الجمع بينهما على مائدة مغربية ؟ نعم خاصة اذا ترأس المائدة " سكسو بسبع خضاري " فهو عميد المطبخ المغربي له كلمته . وهكذا وتفاديا لبلوكاج هذه المأكولات حتى هي بدورها حيث يتوقف الحوار بينهما على المائدة المغربية الأصيلة فلابد من تنازلات هذا الجانب أو ذاك ليجتمع أملو وشكانبا بمشاركة سكسو بسبع خضاري ( الى ما دنا الجمل ادنا الحمل ) لتنطلق الرحلة الهادفة . في انسجام تام نحو أجواء آمنة . سمجي ! الحاج احمد سلوان المنسق الجهوي لحزب التنمية و الإصلاح سوس ماسة