امرأة من الماضي التليد، تتشبت بالزي التقليدي الأصيل”الجلباب واللثام” ، الذي عرفت به المرأة المغربية إبان المقاومة ، والذوذ عن حوزة الوطن من الاستعمار الفرنسي، خلال القرن الماضي. لها حضور قوي، في العديد من الملتقيات الجمعوية الشبابية و التي تتضمن برامجها أنشطة تقافية وفنية. حيث لا زال حنينها قوي إلى العمل والعطاء بسخاء، بدليل أن اللوحات التشكيلية التي تعمل على إنجازها تصر بأن تعرض على أنظار الشبيبة الجمعوية التي تستقي من آرائهم الدفق التخييلي لإبداع لوحات فنية، بطريقة وأسلوب سريالي. الأم رقية امرأة عصامية لم تدخل المدرسة ، ولم تتشرب من منابع المعرفة، ولم تتعلم في مدارس للفنون الجميلة.. تحارب أميتها بتكوينها ذاتيا وذلك من خلال لقاءاتها التي تتوالى بحسب برامج الجمعيات الثقافية . تجدها جاهدة في البحث عن زمكان النشاط ، والجمعية المنظمة له ، بحيث تكون سباقة لعرض خدماتها والمتجلية في عرض لوحاتها الفنية على مستوى الحضور الشبيبي الذي يحضر تلك الندوة أو ذلك الملتقى..آملة في الشباب كل خير.. ومتأملة من خلاله فتح كوة أمل لإظهار منتوجاتها على أوسع نطاق، بالرغم من معاناتها – كما تدعي – من بعض منظمي الحفلات على مستوى الجماعات المحلية الذين يستغلون طيبوبتها أبشع استغلال وذلك بعدم استرداد لوحاتها عند نهاية عرضها في الملتقى أو الحفل الخاص، أو تعويضها ماديا عنها. وبالرغم من ذلك فرئتيها تتنفس قناعة الأجداد ، وقلبها رؤوف رحيم بدليل أنها محبة وعطوفة على الأطفال ، وساعية بكل جهدها وقوتها لدعمهم في المجال الفني. وهاهي الأم رقية الزهر في المهرجان الربيعي الأول للمبدعات المنظم من قبل جمعية اللواء الأدبي بشراكة مع مجلس جهة دار الشباب تابريكت بسلا ، تحت شعار ” المرأة المبدعة، حضور وتميز”. والذي تم فيه تكريم العديد من الفعاليات النسائية كالبطلة العالمية نزهة بدوان، والمطربة المغربية أمال عبدالقادر، والممثلة القديرة صفية الزياني، والفنانة التشكيلية الأستاذة شريفة الحيمري، والإعلامية والشاعرة السعدية التايك والفنانة التربوية الاجتماعية الأستاذة ماجدة بلمعطي ، بحضور ممثلي السلطة المحلية وثلة من المبدعين والفنانين والإعلاميين والجمعويين.. كما أثثه ضيوف عرب من فلسطين كالشاعر والفنان التشكيلي محمد المزين والشاعرالعراقي خالد..... تخلق الحدث بمساعدة تأطير بعض الأطفال الذين قدم بهم أستاذهم الفنان التشكيلي الحسين حطوطو، للعمل في ورشة فنية لإنتاج لوحات تتضمن رسم العلم الوطني على القماش. وهي تعمل معهم تجدها فرحة ، تسعى للعطاء بكل سخاء مع فلذات أكبادها ، فهي كالنحلة تنتقل من هذا إلى ذاك ، ومن هذه إلى تلك.. وهم ينظرون إلى هذه المرأة بإعجاب متسائلين في قرارة أنفسهم. كيف تمسك الريشة وتعبث بالصباغة بهذه الطريقة الاحترافية ؟. تبقى الأم رقية الفنانة التشكيلية الخجولة ، التي إن لم تتقرب منها وتأخذ معها في الحديث تبقى خارج التغطية. ومع ذلك فهي فنانة بامتياز .تذكرنا مواضيع لوحاتها بالراحلة الفنانة التشكيلية الشعيبية. ألم يكن من الأجدى أيضا الالتفات لهذه المرأة التي طالها التهميش، بتكريمها بمكان خاص لعرض منتوجاتها الفنية التي تعتبرها أكسيجن حياتها ؟. دمت متألقة يا أمي رقية ، ودامت لك كل الصحة والعافية.