المصطفى المعتصم (الأمين العام لحزب البديل الحضاري)
شهدت مدينة مراكش انفجارا إرهابيا دهب ضحيته العديد من القتلى والجرحى الأبرياء وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم إلى أسر القتلى بأحر التعازي (وإنا لله وإنا إليه راجعون).كما أدعو الله العلي القدير أن يعجل بالشفاء للجرحى. إن هذه الجريمة النكراء التي لا أجد لها الكلمات المناسبة للتعبير عن إدانتي لها وشجبي لمن نفذها ومن يقف ورائها لا يمكن أن تمر من دون أن نطالب بالكشف عن ملابساتها وأهداف من خطط لها في هذا الوقت بالذات والذي يتميز بعودة الأمل في تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وتحقيق الانتقال إلى الديمقراطية في سياق الحراك الاجتماعي والسياسي الذي تعرفه بلادنا منذ انطلاق تحركات شباب 20 فبراير الأبي، السلمية و الحضارية، والتي وجدت صدى لها لدى ملك البلاد الذي تفاعل مع العديد من مطالبها مما جنب بلادنا السقوط في المطبات التي سقط فيها أكثر من بلد عربي عرف دينامية مماثلة. إننا أمام أكثر من علامات استفهام حول الدوافع والأهداف المرجوة من مثل هذه الأعمال الإرهابية في هذا الوقت بالذات. فنحن في المغرب نواجه اليوم أكثر من تهديد يستهدف أمن بلادنا ووحدة ترابها وتلاحم شعبها مما يجب أن يدفعنا إلى التحلي بالوعي والحذر اللازمين لتجنيب سقوط بلادنا في مخططات أعداء الوحدة والاستقرار والمصالحة والتعايش والديمقراطية. إننا حينما ندعو إلى الذهاب إلى أبعد الحدود في الكشف عن الحقيقة بكل شفافية ووضوح و احترام تام لحقوق الإنسان ولالتزامات الدولية للمغرب في هذا المجال، نريد أن يعرف المغاربة من له المصلحة في ارتكاب هذه الجرائم التي تهدد أمنهم وإقلاعهم الاقتصادي خصوصا في المجال السياحي وجلب الاستثمارات الأجنبية؟ نريد أن يعرفوا هل هذه الجريمة من فعل متطرفين تكفيريين أم من فعل لوبيات الفساد والريع النافذة في مجالات حساسة والمتوجسة من الأوراش المفتوحة اليوم على مصالحها غير المشروعة؟ نريد أن يعرفوا ما إذا كان هذا العمل الإرهابي من فعل من لا يريد الاستقرار للمغرب كي لا يشكل استثناءا في الوطن العربي من خلال مقارباته في تحقيق المصالحة الوطنية و الانفراج السياسي ؟. إننا نعترف أن هناك العديد من المعيقات التي تحول دون التحول السريع لبلادنا نحو الديمقراطية ولكننا مؤمنون بأن شباب المغرب وقواه الديمقراطية قادرين من خلال يقظتهم ووعيهم واستعدادهم للبذل والتضحية بالغالي والنفيس على إنجاح الانتقال إلى الديمقراطية والتصدي للفساد والمفسدين والتطرف والمتطرفين بمختلف عناوينهم ومسمياتهم وتفويت الفرصة على من يريد إثارة الفتنة وترهيب الناس وترويعهم أو تهديد وحدة المغرب.