بمناسبة حلول اليوم العالمي لعيد الأم الذي يصادف 21 مارس من كل سنة، أغتنم هذه الفرصة لأقدم أحرمتمنياتي بموفور الصحة والسعادةلجميع الأمهات اعترافا لتضحياتهن الكثيرة وعذابهن في سبيل راحتنا، فالأم تتبوأ أعلى مراتب التضحيةمن غير انتظارأي مقابل. وتكريما للأمهاتبفزو وفتياتهن،ففي سنة 2012 توجت أشغالاللجنة الإقليميةللمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة تنغير وبشراكةمع الجماعة الترابية لمصيسي ببرمجة ثم بناء نادي نسوي لهن، مبادرةلقيتآنذاكاستحسانا من طرف جميع نساء الدواوير الخمس بفزو، تحسبا منهن أن هذه المؤسسة التربوية الاجتماعية ستساهم في تأطيرهنمن أجل تكوينهن وتوعيتهن واكتسابهن الخبرات والمهارات لتسهيل اندماجهن في النسيج الاقتصادي المحلي، وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة المذرة للدخل والبرامج التي توجه لفائدة الفتيات والنساء من مختلف الأعمار. منذ 4 سنوات والمشروع بالجماعة الترابية عبارة عن بناية مهجورة مقفلة ولم تحقق لحد الساعة أي هدف من بين الأهداف التي تروم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحقيقها كما يريدها صاحب الجلالة نصره اللهوفق رؤية شمولية لمحاربة الإقصاء والتهميش والفقر،وعوض استثمار هذا الفضاءتبعا لما هو مخطط له، للأسفظل مقفلا وتعرض للتخريب،فكيف يمكن لعاقل أن يتفاءل بالمنطقة بمستقبل قريب مشرق وبمجتمع نظيف يحكمه القانون عندما يصبح الإهمال والتخريب ثقافةونحن نشاهد هذا الكم من الضياع الذي لحق بأبوابه ونوافذه(أنظر الصور)، الأمر الذي دفعني إلى طرح تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى إغلاقه منذ أن أتممت أشغال بنائه: – هل المشروعأخطأ عنوانه أم لا قيمة مضافة له ولا يتماشى مع حاجيات وخصوصيات نساء وفتياتالمنطقة؟ – هل الأمر ناتج عن غياب تتبع وتقييم للمشروعوالتخطيط المسبق له من طرف اللجن الخاصة؟ – أمإلى عدم إشراك جمعياتالمجتمع المدني منذ بداية برمجته لتقاسم مسؤولية تسييره وتدبيره فيما بعد؟ – أم المجتمع المدني بالمنطقة غير محفز ويحتاج إلى دعم وتأطير في طريقة تسيير مثل هذه المشاريع؟ – أم لأسباب أخرى مسكوت عنها مرتبطة بحسابات سياسويةتنم عنعرقلة أي عمل تنموي؟ – هل ذلك راجع لعدم تأسيس أو إشراك المجتمع المدني في لجنة المساواة وتكافؤ الفرص بالمجلس الجماعي…الخ أسئلة كثيرة تطرح نفسها بقوة حول هذا الاهمال الذي طال النادي ولم تجد لها نساء المنطقة وغيرهنجوابا شافيا وكافيا،يا ترى فماهو جواب القائمين على ملف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الخصوص بالإقليم؟، تجدر الإشارة إلى أن الجماعة الترابية في شخصرئيسها الجديدمستعد لإبرام اتفاقية شراكة مع إحدى جمعيات المجتمع المدني بفزوكي يتسنى لها تدبيره وتسلم تجهيزاتهالتي طالها النسيان بين جدران مستودعها. أمام سنوات التهميش والإهمال التيعاشتها وتعرفها باستمرار دواوير فزو بالمغرب العميق، وفي ظل أجواءتتسمبتضميد جروحتلامذة فاجعةحادثة السير و10 منهم لازالوا طريحي الفراش بالمستشفى، يرجى أن تتظافر جهود الجميع من جمعيات للمجتمع المدني ومجلس الجماعة الترابية لمصيسي والمصالح الإقليمية الخاصة بالمبادرةالوطنية للتنمية البشرية، لفتح باب هذا الناديفي وجه النساءالقرويات لعل ذلك ينسيهن سواد الفاجعة،وتخصيص دعم مالي وأطر خاصة لتسيير وتشجيع جميع النوادي النسائية بالجماعة بغية التأسيسلتنميةبشريةحقيقية،والتي لن تتحقق ببناية مهجورة ومقفلة ومخربة منذ سنوات،ويبقى السؤال العريض والمطروحمن طرف الجميع هو:من يتحمل مسؤولية بقاء النادي مغلقا منذ بنائه ؟ وهل تم الوقوف على مظاهر تأثير المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على التنمية المحلية من خلال مؤشرات الإنجاز؟