مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية تبتدئ مختلف الأحزاب في شحذ سكاكينها و تعبئة أعضائها و أطرها من أجل مد حبل الوصال و وصل ما قطعته بعد فراغها من آخر انتخابات, مع عموم الشعب أو بالأحرى الرصيد الانتخابي و الأصوات الفارقة بين صعود حزب أو أفول نجم آخر. ومن غريب المفارقات هو أن الصراع السياسي و سباق الفوز بتعاطف المصوتين و المواطنين أصبح يأخذ مسارا أقل ما يمكن أن يقال عنه هو أنه عبث سياسي و صبيانية و قصور و انعدام ثقة في الذات و المشروع و الخطاب و حتى المؤهلات. و ينتهي المشهد بما تداولته وسائل الإعلام بمختلف أصنافها عن طلب التحكيم الذي توجهت به أحزاب المعارضة إلى ملك البلاد بوصفه رئيس الدولة في مواجهة رئيس الحكومة الذي ما فتئ في كل محفل و مناسبة يذكر انه محضي المؤسسة الملكية كما لو ان من دونه هم أعداء البلد و ملك البلد عبث في عبث …… لم يستطيعوا أن يرقوا بممارساتهم السياسية الى نصف مستوى شعاراتهم و خطاباتهم أمام أعضاء أحزابهم و عموم المواطنين, كيف لأحزاب تمارس المعارضة الوازنة حسب تصريحها تلتجأ إلى الملك كما يلتجأ الولد الذي أعيته الحيلة إلى أبيه . و كيف يستقوي شخص يتكلم باسم الحكومة مرة و باسم حزبه مرة ثانية و لايدخر جهدا في التشهير و التنقيص و في بعد الأحيان التهديد المبطن لينال من معارضيه, الأمم تبنى بصراع مشاريع و أفكار الرجال و ليس بصراع الرجال و النساء. و لا يسعني إلا أن اذكر القارئ الكريم و المتمعن اللبيب بالملاسنات و الاتهامات المتبادلة بين القيادات الحزبية المفروض إنها هامات و مراجع و منارات في العمل السياسي و المناظرات البناءة فإذا بنا نجد التهم ترمى جزافا بدون بينة و الذمم تخون بل الأنكى و المضحك المبكي أن من التهم ما تثير السخرية فيصبح المشير و المشار إليه نكتة تحكى في المقاهي و المحافل . أصبحت المطامع و المطامح الشخصية و العائلية هي محور الفعل السياسي و تأتي مصلحة الوطن و المواطن في المرتبة الأخيرة و قد لا تصنف, أعتذر تظهر مصالح المواطنين في فترة ما قبل الانتخابات…عبث في عبث. بلادنا زاخرة بالخيرات و غنية بما حباها الله من موارد لكن ينقصها رجال يحملون الهم بهمة و يخدمون الشعب بدون حسابات سياسوية ضيقة أو رغبة في مكاسب شخصية واسعة فالتاريخ و صيرورته كفيلة بفضح الانتهازيين و الوصوليين و مهما طال الزمن فالبقاء يبقى دائما للأصلح .