لم ينتظر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران طويلا، ليرد على "تحرشات" الوزير الأول ونظيره في المنصب الحزبي، على رأس حزب الاستقلال، فقد "بيَّض" - من بيض الدجاج وليس اللون الأبيض - رسالة بكى فيها من شدة الحرج، قال فيها أن الصحافي الذي أنجز تغطية، للقائه التعبوي في الدارالبيضاء، حوَّر كلامه، بصدد الحساب البنكي الذي فتحه الملك، لمساعدة ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة. قال بنكيران في رسالته، التوضيحية، مُنتحبا، كما يليق بامرأة تخشى غضب زوجها: "قلت للمواطنين في اللقاء المذكور وبالدارجة المغربية " حنا لي كنا كنظن السبب في الحساب الذي فتحه جلالة الملك"، إلا أن صحفي جريدة المساء نقل الكلام بطريقة غير دقيقة حيث نقله من "الظن" إلى "الجزم"، ومن "السبب" إلى "وراء"، وهو كلام لم أقله وما ينبغي لي أن أقوله لأنه لا علم لي به..".. ليتبين ان الرجل – أي بنكيران، تضرر كثيرا، من الخرجة الإعلامية للوزير الأول عباس الفاسي ضده، بصدد "حكاية" الحساب البنكي موضوع كل هذا التناوش بين "الحريم السياسي للملك محمد السادس". وهكذا فإن بنكيران "يمسحها" كما درج على ذلك، العديد من السياسيين الذين اُحرِجوا بمواقف من هذا القبيل، في "الصحافي الذي نقل الخبر".. فعلها من قبل وزير العدل السابق "عمر عزيمان" مع أحد صحافيي الاتحاد الاشتراكي، في موضوغ "فساد القضاة". ولم تكن، ولن تكون "مَسحة" بنكيران هي الأخيرة، ما دام الحريم السياسي والحزبي، الذي ابتُلي به المغرب، يفعل "المستحيل" لإرضاء الملك. فبعدما "بكى" عباس الفاسي بطريقة ماكرة، عند أبواب نفس الحريم السلطاني، حيث عاب على "ضرته" بنكيران أن "يحشر الملك (رب الحريم) في مسائل، من قبيل، الاستجابة لطلب حزب سياسي، بفتح حساب بنكي" مُسجلا ضربة قوية ما تحت الصُّرة لغريم (ته) بنكيران، ولم يتحمل هذا الأخير "القرصة" المُؤلمة، فرد في رسالة "توضيح" إلى الجريدة التي نشرت تغطية لقائه التعبوي، في أفق الانتخابات الجماعية المُقبلة، يتنصل من كل ما قاله، بشأن "ادعاء" وقوف حزبه وراء فتح الحساب البنكي إياه، ومُتجشما عناء كبيرا في تفسير "الاختلافات" الموجودة بين كلمات الدارجة والفصحى، كما جاء في الفقرة المنقولة سابقا، من رسالته البُكائية... والمشهد السياسي الحريمي، مدعو للدخول في هذه "المناتفات" فقد افتتحت حلبتها منذ الآن "لالة بنكيران" و "لالة الفاسي".