انتقد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، محمد بوسعيد، العضو القيادي بحزب التجمع الوطني للأحرار، خلال ندوة عقدت يوم الجمعة الماضي بأحد فنادق الدارالبيضاء. وفي الوقت الذي أكد فيه بوسعيد أن محمد عبو سحب ترشيحه من رئاسة مجلس جهة تازةالحسيمة تاونات لفائدة مرشح الأصالة والمعاصرة محمد بودرا، بالرغم من أن عبو كان يتوفر على أغلبية مريحة تمكنه من رئاسة الجهة، توجه بنكيراإلى بوسعيد قائلا: «لم أر في حياتي حزبا يخسر جهة فيفرح. ويخسر أيضا رئاسة مجلس المستشارين فيفرح مسؤولوه». وأضاف بنكيران خلال هذه الندوة التي نظمتها أسبوعية «لافيريتي»، وأدارها مدير الأسبوعية عبد الله العمراني، «أية ديمقراطية في العالم تصوت فيها الأغلبية للمعارضة؟» في إشارة إلى تصويت بعض الأطراف داخل الأغلبية الحكومية الحالية على مرشح المعارضة لرئاسة مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله من الأصالة والمعاصرة، في الوقت الذي كانت الأغلبية تقدمت بمرشحها لهذه الانتخابات ممثلة في شخص المعطي بنقدور من التجمع الوطني للأحرار. غير أن محمد بوسعيد رد على بنكيران قائلا: «لم نفرح بخسارتنا جهة أو خسارة رئاسة مجلس المستشارين. نحن ربحنا خمس جهات. إن الحزب الذي يجب أن يحزن هو الحزب الذي لم يفز بأي جهة»، في إشارة إلى عدم حصول حزب العدالة والتنمية على رئاسة أي جهة. فرد عليه بنكيران باقتضاب «أنتم تعرفون لماذا لم نحصل على أي جهة». وهاجم بنكيران أيضا حزب الأصالة والمعاصرة، واتهمه بأنه عوض أن يعارض الحكومة، يقوم بمعارضة المعارضة،. وقال بنكيران: «إذا أراد أن يعارضنا، سنعارضه نحن كذلك». وأضاف قائلا ألا أحد اليوم ضد الملكية، وبأن جميع الأحزاب السياسية اليوم هي أحزاب الملك، وليس هناك حزب واحد لجلالة الملك، في إشارة ربما إلى حزب الأصالة والمعاصرة. وأثنى بنكيران على الاتحاد الاشتراكي ، الذي أصبحت مواقفه السياسية متقاربة مع مواقف العدالة والتنمية منذ انتخابات 2007، وتعزز تقاربهما خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة، التي جرت في شهر يونيو الماضي. كما أثنى على تحمله المسؤولية الحكومية خلال فترة التناوب التوافقي بقيادة كاتبه الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، الذي يكن له عبد الإلاه بنكيران «الاحترام»، حسب تعبيره. وقال بنكيران إن الاتحاد الاشتراكي وإن كان تحمل المسؤولية الحكومية في 1998، إلا أنه لم تكن له الحرية الكاملة لكي يطبق برنامجه. وبالمقابل، هاجم بنكيران عباس الفاسي ووزراء حزب الاستقلال في الحكومة، وبشكل خاص ياسمينة بادو وزيرة الصحة، ووزير الإسكان توفيق احجيرة، بالرغم من أنه يعتبر أن علاقاته الشخصية مع عباس الفاسي ومع حزب الاستقلال علاقات جيدة وممتازة ويطبعها الاحترام.