يجب على المسلمين الهولنديين العمل بنشاط لتشجيع المزيد من الهولنديين لاعتناق الإسلام. هذه الدعوة وجهت إلى 1200 زائر لمسجد عمر الفاروق في اوتريخت، يوم الأحد الماضي حيث أقيم اليوم الوطني الثالث للهولندين الذين اعتنقوا الاسلام . الله اكبر" هتف جمهور الرجال بحماس فيما كان " الأخ مهدي" يعلن أمامهم للتو تحوله إلى الإسلام. وقف بكل تواضع منحي الرأس. " انه أفضل قرار أخذته في حياتك" أكد له الإمام الذي اشرف على إعداده لاعتناق الإسلام. كان مسجد الفاروق مكتظا بالرجال والنساء الذين جلسوا منفصلين عن بعضهم البعض. أشارت النشرة الصحفية الصادرة عن المسجد إلى أن الهدف من تنظيم اللقاء هو إفساح المجال أمام المسلمين الجدد للتعارف. إلا أن الموضوع الأساسي الذي طغى على اليوم كله كان هو اعتناق الإسلام وكانت مشاركة المسلمين الاصليين بارزة. الجزء الأكبر من جمهور الحاضرين كان من الأتراك والمغاربة المسلمين. الماليزي حسين ياي والألماني بيار فوغل من أهم المتحدثين وهما من المتخصصين الدوليين المعروفين في مجال تغيير الدين. " لماذا انتم هنا في هولندا" سأل حسن ياي الحاضرين. وأجاب بنفسه على سؤاله بالقول " انتم هنا لأن الله يريد منكم أن تخبروا الناس عن الإسلام. لئلا يموتوا من دون أن يكونوا قد تعرفوا على الإسلام. ملاكم سابق كما اعتبر الملاكم الألماني السابق بيار فوغل أن على المسلمين الهولنديين بذل جهدا اكبر في مجال لدعوة المزيد من الهولنديين لاعتناق الاسلام. وقال للحاضرين" انتم المغاربة والأتراك تعتقدون أن الإسلام ملككم وحدكم. ولكن عليكم أن تنزلوا إلى الشارع وتسعوا إلى ان تعطوا الناس ما يحتاجون إليه". الملاكم السابق الألماني معروف في ألمانيا بخطبه القوية والعديد من الافلام التي يدعو فيها مواطنيه الألمان إلى التحول إلى الإسلام على اليوتيوب. شارك جمهور كبير من المسلمين، قدره المنظمون بقرابة 1200 زائر. ردة فعل الحضور على دعوات المتحدثين الحماسية لم تكن بنفس الحماس. قال دريس (32 عاما) " إن الجو في هولندا غير وديّ تجاه الإسلام، نحن مشغولون جدا بالمحافظة على أنفسنا، فكيف لو كنا نحاول أيضا دعوة الهولنديين إلى الإسلام". لم يوافقه جاره الرأي معتبرا" انه من واجبنا أن نخبر الناس عن الإسلام. كل شخص يعتنق الإسلام هو شخص إضافة للمسلمين". بحث روحي تجدر الملاحظة الى أن معظم المعتنقين الهولنديين الجدد الذين كانوا في القاعة المخصصة للرجال في مسجد الفاروق كانوا في أوائل العشرينات، يطلقون اللحى ويرتدون الملابس الإسلامية التقليدية. اعتنق قسم منهم الإسلام بسبب زواجهم من نساء مسلمات، في وقت تحول القسم الآخر إلى الإسلام نتيجة لبحث روحي. " تربيت تربية مسيحية غير إنني لم أكن مقتنعا بها" يقول عبدا الكريم هوننغ (19 عاما) من مدينة هارلم. " ولذلك بدأت أتعمق في الديانات المختلفة واقتنعت بالإسلام". كانت ردة فعل عائلة عبد الكريم سلبية في البدء على قراره اعتناق الإسلام، لكن في نهاية الأمر احترمت خياره. " عائلتي لا تعرف أحدا من المسلمين، ولا يسمعون إلا الأخبار السلبية عن الإسلام في وسائل الإعلام. اضطررت إلى أن أزيل العديد من الأحكام المسبقة التي تكونت لديهم." كما يقول عبد الكريم. شعت عيونه عندما حياه رجل أشقر من المعتنقين الجدد وعلق بالقول" كل المسلمين مهمين بالنسبة لي ولكن إن رأيت شخصا من قومك تنتابك السعادة. تستطيع أن تتقاسم وإياه العديد من الذكريات المشتركة من أيام الطفولة مثلا.