وقع انفجار بإحدى المدارس الإسلامية في مدينة إيندهوفن جنوب شرق هولندا صباح الإثنين 8-11-2004، وذلك بعد يومين فقط من محاولة إحراق مسجدين في هولندا. وكانت أطراف إسلامية قد أعربت عن خشيتها من حدوث عمليات عدائية ضد مسلمي هولندا في أعقاب اتهام مغربي باغتيال مخرج سينمائي هولندي معروف بعدائه السافر للإسلام. وقالت وكالة الأنباء الهولندية: إن انفجارا وقع حوالي الساعة الثالثة والنصف من صباح الإثنين (بالتوقيت المحلي) في مدرسة للمسلمين في مدينة إيندهوفن، وتسبب في أضرار جسيمة عند مدخل المدرسة، كما أدى إلى تكسير زجاج بعض المنازل المجاورة. وقال "ألكسندر ساكرز" رئيس بلدية إيندهوفن للإذاعة الهولندية العامة: إن الانفجار لم يسبب ضحايا، لكن "الجميع في الحي مصدومون". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر بالشرطة الهولندية أن الانفجار قد يكون مرتبطا بقتل المخرج تيو فان خوخ. جاء هذا الهجوم بعد يومين من محاولة إحراق مسجدين في هولندا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الهولندية. وأوضحت الوكالة أن الشرطة الهولندية اعتقلت 3 مشتبه بهم كانوا يستعدون لإشعال النار في مسجد النصر في هويزن غرب هولندا فجر السبت 6-11-2004. كما حاول مجهولون إشعال النار في مسجد في منطقة بريدا جنوبهولندا، لكن الحريق أخمد بعدما وصلت الشرطة. وقام مجهولون بتلطيخ مركز لقاء جمعيات مغربية في أمستردام باللون الأحمر. تأتي هذه الأحداث المتوالية وسط مخاوف السلطات من تفاقم التوتر بعد مقتل المخرج فان خوخ على يد مشتبه به مغربي الأصل. وكانت تحقيقات الشرطة الهولندية في حادث اغتيال "تيو فان خوخ" في أمستردام يوم 2 -11-2004 قد قادت إلى اعتقال شاب مسلم من أصل مغربي يدعى "محمد" ويبلغ من العمر 26 عاما، قيل إنه وجه طعنة بسكين للضحية، قبل أن يطلق عليه الرصاص من مسدس كان بحوزته. وعبر نشطاء مسلمون بهولندا عن مخاوفهم من استغلال حادث اغتيال فان خوخ من قبل الأحزاب والجماعات اليمينية على اختلاف أطيافها، لتمرير مخططات سياسية قديمة تمهد لتراجع الدولة الهولندية عن حقوق والتزامات كثيرة تبنتها تجاه الأقليات الأجنبية، وفي مقدمتها الأقلية المسلمة، كان قد جرى تشريعها خلال السنوات الماضية. وقد تبنى البرلمان الهولندي قرارا يوم 6-11-2004 يلزم الحكومة بمقاضاة الهيئة الإدارية لمسجد "التوحيد" في أمستردام وبمحاكمة إمام هذا المسجد بتهمة التحريض على القتل في خطبه؛ تمهيدا لطرده من البلاد نهائيا، وذلك بدعوى أن المغربي المتهم بقتل مخرج سينمائي كان يرتاد ذلك المسجد. ويبلغ عدد سكان هولندا 16 مليون نسمة، بينهم مليون مسلم، 80% منهم من أصول تركية ومغربية، أما ال20% الباقية فلهم أصول قومية وعرقية وطائفية متعددة. المركز الثقافي الإسلامي بهولاندا