على إثر الاحتجاجات التي تخوضها ساكنة إشنيوان لرفع التهميش و الحصار عن قريتهم و طلبا لحياة كريمة و تحقيق مطالبها التي تهم مختلف المجالات و القطاعات من بينها قطاع الصحة ، و في إطار سياسة القرب و الإنصات لهموم المواطنين ، مندوبة وزارة الصحة بإقليم الدريوش الدكتورة نسرين العمري تتفقد مستوصف إجطي ( إشنيوان ) 19 يوم الخميس يناير 2012 ,للوقوف على معاناة الساكنة في هذا القطاع الحيوي و التعرف عن قَرب على المطالب العاجلة للساكنة المتمثلة في توفير طبيب مؤهل يستجيب للحالات المرضية المستعصية للساكنة و ممرضة أنثى مراعاة لثقافة المنطقة و مولدة تيسر الولادة على مئات النساء اللواتي يعانين في هذا المجال و توفير ألأدوية اللازمة والمعدات الطبية ... الزيارة عرفت حظورا مكثفا للساكنة للتعبير عن معاناتهم ، و في هذا الإطار أجمع الحاضرون على أن الدولة نسيت هذا الدوار منذ زمن بعيد رغم كثافته السكانية ، و أنهم يحسون بنوع من الظلم تجاهه من طرف مسؤولي وزارة الصحة الذين لم يعرفوا هذه المنطقة إلا بعد بناء هذا المستوصف من طرف جمعية إسبانية ، و تجدر الإجارة هنا أن الإقامة المخصصة للأطر الطبية من إنجاز محسني القرية التي كلفتهم أكثر من أربعمئة ألف 400000 درهم ، مما يعني أن الوزارة الوصية لم تساهم إلا بممرض بهذا المستوصف لحد الآن . كما أكد الحاضرون أن هذه المطالب عاجلة وجب تحقيقها في أقرب وقت لاعتبارها حقوقا مشروعة تنص عليها جميع النصوص الرسمية و المواثيق الدولية وليست هبات من أحد ، و طالبوا السيدة المندوبة بإيصال صوتهم إلى المعنيين بالأمر خاصة أن الوزير الجديد للصحة ينحدر من الريف من المفترض أن يعرف المنطقة أكثر من أي واحد في هذا المنصب . سجلت المندوبة غياب الأطر الطبية بالمستوصف رغم شساعة مرافقه الذي يصلح لاحتضان دار ولادة في ركن من أركانه . و من جهة أخرى و في نفس السياق عبر السيد زهير الممرض المعين بالمستوصف منذ أشهر و الذي يبدي الغالي و النفيس لتعويض الخصاص المسجل في هذا الإطار ، ( عبر ) عن ملاحظاته للحالات التي يستقبلها ليلا و نهارا و التي تقدر بأكثر من أربعين 40 حالة يوميا في مختلف الأمراض من سكري و ربو و حساسية و سرطان و كلي و مرارة ...و من جانب آخر سجل السيد مصطفى القاضي الممرض الرئيس بالمركز الصحي ببودينار بعض الملاحظات في هذا الصدد ؛ إذ قال أنه في مرات عديدة وصلت نساء يرغبن في الولادة على متن جرارات إلى المركز في مشاهد تقشعر منها الأبدان ... بعد الإنصات لهموم الساكنة في مجال الصحة وعدت السيدة المندوبة بإيصال هذه المعاناة كتابة إلى الجهات المعنية ، و أن ممرضة متدربة في طريقها للتعيين بذات المستوصف بعد استكمال تكوينها . و وعدت الساكنة ببذل أقصى المجهودات من طرفها لتحظى ساكنة إجطي بحقها المشروع في التطبيب و السلامة الصحية ؛ و ذلك بتوفير المولدة و الطبيب ، و تنظيم قوافل طبية من حين لآخر بالمنطقة ، كما قالت أنها ستزور إشنيوان مرة أخرى في حملة تحسيسية لفائدة النساء ، وجبت الإشارة إلى أن المندوبة أحضرت معها أثناء زيارتها مجموعة من الأدوية ، و تم نقل ثلاثة مقاعد من المركز الصحي ببودينار إلى مستوصف إجطي في اليوم الموالي من زيارتها على يد مناضلي و شرفاء لجنة الحوار. حينما أنهت مدخلاتها عبر الحضور عن جزيل شكرهم للمندوبة الطموحة إلى خدمة وطنها و علاج إقليم الدريوش المولود الجديد من الأمراض المزرية التي يعيشها في قطاع الصحة و رعايته رعاية الأم لابنها . جدير بالذكر أن ساكنة إشنيوان خاضت عدة أشكال نضالية للتعبير عن معاناتهم ، كان آخرها الاعتصام بالطريق الساحلي الذي كان وراء زيارة السيد العامل لقرية إشنيوان الذي وعد الساكنة بزيارة السيدة مندوبة الصحة في اجتماع انعقد بعمالة الدريوش يوم الخميس 05 يناير 2012 خصيصا لدراسة الملف المطلبي للساكنة .