انسجاما مع الأحداث الوطنية والدولية ، وتماشيا مع سيرورة النضالات السلمية والمشروعة لشعوب المنطقة المغاربية، بادرت جمعية ملتقى المرأة بالريف كمكون من مكونات الحركة النسائية والجمعوية الديمقراطية المغربية إلى تخليد اليوم الأممي للمرأة تحت شعار "من أجل حركة نسائية مساهمة في التغيير الديمقراطي، كل الدعم لحركة 20 فبراير " وفق برنامج استثنائي روعي فيه الإنزال الأمني المكثف بالمنطقة ، وحالة الطوارئ الغير المعلنة ، وكذا مصادرة حق التظاهر والاحتجاج السلمي ، وبالمقابل تم استحضار نضال الحركة النسائية عبر مسارها التاريخي ، فإن عنفت عاملات الخياطة النسيج بأمريكا 1857، وواصلن النضال من أجل حقوقهن ، فالنساء المغربيا ت على ذات النهج سائرات ، ولعل أشهد استدلال على قولنا هي الرغبة الجامحة للمناضلات اللواتي توافدن على مقر الجمعية بالحسيمة من إمزورن أسواني أمنوذ تاركيست آيت حذيفة آيت هشام .. واللواتي أبين إلا أن يمارسن حقهن المشروع في الاحتجاج السلمي في وقفة احتجاجية رمزية أمام مقر الجمعية يوم الثلاثاء 8 مارس 2010، حيث تعالت حناجرهن عبر ترديد شعارات مستنكرة لإغتصاب حقوقهن ، ومطالبات بالتغيير الشامل بالمعنى الشامل للكلمة ، ثم بعدها تم بعث رسالات الارتياح ومواصلة درب النضال لشهيدات الحركة النسائية من سعيدة المنبهي ، وزبيدة خليفة ، والملتحقة الأخيرة فدوى العروي ، الوقفة عرفت وكالعادة استفزازات لامسؤولة للقوات العمومية، لكنها لم تفلح في إيقافها . بالمقابل كان للجميع خلال اليوم التواصلي برنامج نوعي حيث خصص جانب لمعرض تشكيلي للفنانة والمناضلة " ماريا كوميس" ، وكذا معرض للصور الفوترغافية يبرز مشاركة النساء في الثورات المغاربية والدولية ، وكذا المشاركة النسائية في تظاهرات حركة 20 فبراير، واحتضنت قاعة الأنشطة الجماعية للجمعية مائدة مستديرة حول دور الحركة النسائية في التغيير الديمقراطي بالمغرب ومساهمة المرأة بالريف في الحركات الاجتماعية محليا و عرضا حول راهنية مطالب الحركة النسائية المغربية موازاة مع التصريحات برفع التحفظات عن اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وملائمة القوانين المحلية لها,• عرض شريط فيديو يبرز مشاركة النساء في ثورة مصر ونقاش مفتوح في محور:"مطالب النساء ضمن المطالب العامة للثورات الحالية ولحركة 20 فبراير بالمغرب, على أن تتواصل أنشطة موازية بالمناسبة بمراكز الجمعية خلال شهر مارس الحالي وقد نخلص بأنه لسنوات طوال ظلت النتفة الشعرية لأبي القاسم الشابي القائلة : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر تنتظر دورها لتكون في مقدمة الشعارات التي رفعتها الجماهير الشعبية التواقة للإنعتاق من براثين الديكتاتوريات ، والانتفاضة على الاستبداد والمطالبة بالتغيير ، والحالمة بشمس الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية ، والتي انطلقت شرارتها الأولى من البوعزيزي من تونس الخضراء، فكان انهيار نظام بنعلي مع ثورة الياسمين، واستمرت الموجة التسونامية وحررت الجماهير الشعبية من قاعدتها في ميدان التحرير بشكل سلمي شعب أرض الكنانة من مخالب شيخ الاستبداد حسني مبارك ، وعلى خطى الشباب التواق للحرية والمساهم في التغيير نحو الأفضل لم تخلف الجماهير المغربية موعدها مع التاريخ ، ففتحت قلاعها لريح المبادرة حتى تسير بسفينة الشعب المغربي نحو مرافئ العيش الكريم ، وهكذا لبت الجماهير المغربية بكافة أعمارها وانتمائاتها وتلاوينها السياسية نداء الحركة الشبابية 20 فبراير، وكسائر المدن المغربية احتضنت الحسيمة الحدث ، وكعاتها كانت للجماهير الريفية بصمتها الخاصة في التأريخ للحدث بكل المقاييس ومن كل المناحي. وحيث أن المحلل لكل هذه الثورات كيفما كانت زاوية تحليله سيخلص بأن مشاركة المرأة خلال هذه الانتفاضات الشعبية كانت متميزة وفعالة ، وأكيد أن مرد هذا يعود إلى أن الحركات النسائية جزء لا يتجزأ من حركات الشعوب ، وحيث أن المراة المغربية عموما ، والريفية على وجه الخصوص ليست بمنأى ومعزل عن هذه المتغيرات. عن لجنة الإعلام بالجمعية