عقد النهج الديموقراطي بامزورن يوم السبت 05 مارس على الساعة الرابعة بعد الزوال لقاءا مفتوحا مع الجماهير الشعبية حول ما اسماها بالدينامية النضالية الواعية والمسؤولة التي أطلقتها حركة شباب 20 فبراير، من أجل التغيير بقاعة المركب البلدي للتنشيط الثقافي. و اكد المتدخلون في هذا اللقاء أن النهج الديمقراطي لم يتوان يوما في الدفاع عن مطالب الجماهير الشعبية وكان يتواجد دائما في معمعان النضال إلى جانب العمال والفلاحين وعموم الكادحين وهو يقف اليوم بجانب هذه الحركة انسجاما مع قناعاته وتصوراته السياسية حسب تعبيرهم. وحول مسيرات 20 فبراير اعتبر المتدخلون انها تعبر عن مرحلة جديدة من النضال الجماهيري الديمقراطي كونها تشكل قفزة نوعية وانعطافة تاريخية مكنت من استرجاع النضالات لزخمها ووهجها الثوري حسب وصفهم كما اوضحوا انه لأول مرة ينزل الشعب بالريف في مسيرة شعبية عارمة شارك فيها أكثر من 37 الف مشارك وقطعت مسافة 20km على الاقدام للوصول الى ساحة مدينة الحسيمة لتقديم مطالبها للمسؤولين . وهي نفس مطالب حركة 20 فبراير في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، تغيير الدستور ،ترسيم الامازيغية و بناء نظام ديمقراطي وهو ما اعتبروه امتداد للحركة النضالية التي عرفها المغرب منذ الاستقلال الشكلي حسب تعبيرهم . هذا وندد المشاركون في هذا اللقاء بطريقة تعامل "النظام المخزني" مع الحركة حيث اوضحوا انه " عوض ان يستجيب لمطالب هذه المسيرة الشعبية ركز أكثر على الأحداث التي صاحبت الاحتجاجات والتي أشعل شرارتها فئة قليلة كان وراءها المخزن الذي تملكه الخوف من مطالب الشعب العادلة والمشروعة وقام بتسليط الضوء أكثر على الأحداث بدل التركيز على مطالب الأغلبية الساحقة التي شاركت في المسيرة وذلك لتمويه وتوجيه الرأي العام وصرف غالبية الشعب عن مطالبه الحقيقية. إلا أن الجماهير كانت واعية بهذا المخطط ورفضت زرع التفرقة بين أبناء الريف وأكدت عزمها على النضال من اجل التغيير ، وما الاحتجاجات التي عرفتها مدينة امزورن لخير دليل ، وأمام هذا الإصرار لم يجد النظام ، من حل تجاه المطالب العادلة و المشروعة للجماهير الشعبية إلا لغة القمع و التنكيل و الاعتقال والتعذيب والتعنيف، والحصار الذي لازالت تقبع تحته منطقة الريف من طرف قوات القمع بكل أشكالها السرية و العلنية بالإضافة إلى التعتيم الإعلامي المشبوه و الذي يهدف إلى در الرماد في العيون و تزييف الحقائق الساطعة أمام الرأي العام ، في محاولة يائسة لإسكات وثني شباب حركة 20فبراير وعموم القوى الداعمة لها والمواطنين المتضررين من السياسات التفقيرية عن الاستمرار في النضال لتحقيق المطالب العادلة والمشروعة. لكن هيهات فصمود الجماهير الشعبية و إيمانهم بعدالة قضيتهم يثبث مرة أخرى الطاقات الكامنة في شباب التغيير ، فقد أثبت التجربة مرة أخرى و من خلال هذه المسيرات الشعبية أنه لا طريق سوى طريق الشعب و انه وحده من يصنع التغيير والتاريخ وسيتحقق الإنتصار عاجلا أم آجلا " حسب تعبيرهم. ودعى المنظمون الاطارات السياسية و النقابية و الجمعوية الى نبذ كل الاختلافات والتركيز أكثر على القواسم المشتركة لأن اللحظة حسب تعبيرهم تتطلب مزيد من التعبئة وحشد الطاقات ورص الصفوف والوحدة لدعم هذه الحركة ومواصلة النضال مؤكدين ان المغرب لن يشكل استثناء عما جرى في تونس ومصر وما يجري في ليبيا نظرا لوجود انظمة راسمالية تبعية تكرس الاستبداد والحكم الفردي ، وان هذه الحركة استطاعت فعلا ان تخلق دينامية نضالية جديدة في المجتمع حسب تعبيرهم.