= رسالة مفتوحة = على بعد يومين من الزيارة التي سيقوم بها عاهل البلاد أيها المسؤولون موقع المزمة يستغيث، فهل من مجيب لقد كان أملنا كبير في أن تلقى نداءاتنا المتكررة لإنقاذ الموقع الأثري لمدينة المزمة التاريخية أذانا صاغية وأن يبادر المسؤولون المعنيون إلى اتخاذ التدابير الضرورية والعاجلة لحماية الموقع وحمل الشركة العامة العقارية (CGI) على احترامه وعدم تدميره والمساس بأسواره وإتلاف ما قد يختزنه من لقى وأدوات قديمة ومرافق ومنتوجات... لكنه بعد مرور أزيد من 10 أشهر على إثارتنا لهذا الموضوع عبر المراسلات التي وجهناها للمسؤولين المعنيين والبلاغات التي تم إصدارها ونتائج اليوم الدراسي حول المزمة وموقعها الأثري... تبين لنا أن كل ما قمنا به كان مجرد صيحة في واد، فالاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال مختلف اللقاءات التي أجريت مع المسؤولين في السلطة والشركة بقيت حبرا على ورق والقرارات التي اتخذها الاجتماع الذي ترأسه السيد والي جهة تازةالحسيمة تاونات لم تجد طريقها إلى التنفيذ، والشركة ماضية في تنفيذ مشروعها "السياحي" غير مكترثة بالموقع ولا بالتزاماتها، فهي مصرة على مواصلة أشغال الهدم وشق الطرقات واقتلاع الأشجار ومصرة على عدم توقيع أي تعاقد مع فريق متخصص في حماية الآثار وترميم المواقع الأثرية وذلك ضدا على القوانين التي تنظم العمل في مثل هذه الحالات وضدا على الملاحظات التي أبداها كل المتدخلين في هذا المجال... إن تشبثنا الدائم بالأمل وتشبعنا بالتفاؤل واقتناعنا بمواصلة العمل حتى تحقيق مطلبنا المتمثل في تحديد أسوار الموقع وإبعاد الأشغال عن محيطه، حال دون استسلامنا للأمر الواقع ودون انجرارنا وراء اليأس ودون انسحابنا من المعركة... أيها المسؤولون في الشركة المستثمرة والسلطة ووزارة الثقافة أيها المنتخبون والإعلاميون والمثقفون نتوجه إليكم مجددا، لنطالبكم بالتدخل العاجل لحماية الموقع وإرغام الشركة على توقيف الأشغال وعلى التعاقد مع فريق متخصص في مجال الأركيولوجيا، ونلفت انتباهكم إلى أن موقع المزمة، شأنه شأن باقي المواقع الأثرية، ليس ملكا لأحد بل هو ملك للجميع هو تراث إنساني تقضي القوانين الوطنية والمعاهدات الدولية إلى ضرورة الحفاظ عليه وترميمه، وأن السكوت على جرائم طمس المعالم الأثرية وتدميرها هي مساهمة في هاته الجرائم... ونحن في لجنة الهيئات المدنية المتابعة لملف مدينة المزمة التاريخية سنظل متشبثين بالأمل وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة للحفاظ على الموقع.