عقدت لجنة الهيئات المدنية المتابعة لملف مدينة المزمة التاريخية، اجتماعا يومه الأربعاء 29 أبريل 2009، خصص لتدارس مستجدات الملف ومدى التزام الشركة صاحبة مشروع السواني بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في لقاءات سابقة ترأسها السيد والي جهة تازةالحسيمة تاونات، والتي تقضي (أي الاتفاقات) بمدى أهمية المشروع وضرورة إنجازه دون المساس بموقع مدينة المزمة الأثري، مع احترامه للمعايير المعمول بها لحماية البيئة والتراث الثقافي المحلي والمآثر التاريخية...وجعل المشروع يستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة. غير أن واقع الحال يثبت أن الشركة عازمة على تنفيذ المشروع دون العمل بتلك الاتفاقات، وما زالت تتملص من مسؤولياتها حيال هذا الموقع الأثري المهم، وهي ماضية في رفضها لمطالب الجمعيات المدنية المتمثلة أساسا في الكشف عما تبقى من أسوار مدينة المزمة، ومن ثمة تحديد المساحة الحقيقية لهذه المدينة التاريخية، وما زالت تتردد في التعاقد مع فريق متخصص في مجال الأركيولوجيا لتحديد هاته الأسوار وتتبع أشغال الهدم والحفر وشق الطرقات وتصريف المياه...، وانتهجت الشركة أسلوب الإنصات إلى المقترحات والتصريح بالعمل على صيانة المآثر التاريخية واحترام المعالم الثقافية... لكنها في الواقع تصر على تنفيذ مشروعها وفق التصميم الذي أعدته في صيغته الثانية، والذي أثيرت حوله العديد من التحفظات وعلامات الاستفهام، خاصة في تعامله مع المزمة التي خصص لها وبشكل عشوائي مساحة ربما لا تمثل ولو عُشر مساحتها الحقيقية لكونه (أي التصميم) لم يأخذ بعين الاعتبار حتى المساحة البارزة المحددة مما تبقى من الأسوار الخارجية للمدينة. ورغم أن العديد من المسؤولين والمهتمين ونشطاء الجمعيات والمنتخبين أكدوا غير ما مرة، على أن الحفاظ على الموقع الأثري للمزمة سيعزز المشروع الذي تنوي الشركة إقامته وليس العكس، فإن الشركة لا زالت متعنتة في تعاملها مع مقترحات الجمعيات المدنية المهتمة، ولا زالت مصرة على تجاهل كل هذا بما في ذلك النتائج التي أفضت إليها الدراسة التي قامت بها كتابة الدولة المكلفة بالبيئة، والتي تؤكد على الضرورة القصوى للاستعانة بخبراء الأركيولوجيا عند بداية الأشغال، لكون المنطقة المتحدث عنها تحتوي على موقع أركيولوجي لم تحدد مساحته بعد، فها هي الشركة تشرع - وسط دهشة الجميع واستغرابهم - في أعمال الحفر واقتلاع الأشجار وشق الطرقات دون تواجد المتخصصين في الأركيولوجيا !! . لذلك، فإن لجنة الهيئات المدنية المتابعة لملف مدينة المزمة، تود من خلال هذا البلاغ أن تخبر الرأي العام المحلي والوطني والدولي، أن مستقبل موقع المزمة لا زال غامضا و الخطر لا زال محدقا به، وأن اللجنة ستعلن في القريب العاجل عن مجموعة من التدابير والخطوات التي ستقوم بها لحماية الموقع من الطمس والضياع.