أعادت السلطات المغربية فتح المعبر التجاري بين مليلية المحتلةوالناظور اليوم الأربعاء، بعد أسبوع من المحاولة الفاشلة التي شهدتها الحدود البرية بين المنقطتين، حسب ما كشفته صحيفة "الباييس" الاسبانية. وحسب ذات المصدر فقد جاءت هذه الخطوة بعد عبور شاحنة محملة بالأجهزة الكهربائية من معبر بني أنصار الحدودي، في إطار الجهود المبذولة لاستئناف التبادل التجاري بين إسبانيا والمغرب عبر مدينتي مليلية وسبتة. وكانت الشاحنة قد وصلت إلى ميناء الناظور في وقت متأخر من بعد ظهر الأربعاء، حيث تمت مراجعة البضائع وإتمام الإجراءات الجمركية اللازمة. ومن المقرر أن يتبع ذلك افتتاح معبر سبتة التجاري يوم الخميس، ليكون أول معبر تجاري بين المدينةالمحتلة والمغرب. ويأتي هذا التطور بعد سنوات من الإغلاق للمعبر من جانب المغرب في غشت 2018، وذلك دون سابق إنذار. وقد تم الاتفاق على إعادة الفتح في إطار المصالحة بين البلدين في أبريل 2022، والتي شملت استئناف التبادل التجاري البري كجزء من خارطة طريق لتعزيز العلاقات الثنائية. وفقًا للاتفاقية الموقعة بين البلدين، سيقتصر التبادل التجاري في المرحلة الأولى على شاحنة واحدة يوميًا في كل اتجاه عبر كل من مليلية وسبتة. ولن يُسمح بمرور الشاحنات المقطورة أو الحاويات، وسيقتصر النقل على الشاحنات الصغيرة المحملة بمنتجات محددة. كما سيتم فتح المعابر من الساعة 10:00 صباحًا حتى 4:00 مساءً، مع إغلاقها في أيام العطلات الرسمية في أي من البلدين. وتشمل قائمة المنتجات المتبادلة استيراد إسبانيا للفواكه والخضروات والأسماك والمواد الخام من المغرب، بينما تصدر إسبانيا منتجات النظافة والأجهزة الكهربائية والإلكترونية. ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول نظام عبور المسافرين، حيث تمنع السلطات المغربية حاليًا نقل أي مشتريات من الجانب الإسباني. رغم التفاؤل الذي أبداه المسؤولون الإسبان، إلا أن العملية واجهت عدة عقبات فنية وسياسية. ففي 8 يناير الماضي، تم إرجاع شاحنتين محملتين بالبضائع من مليلية وسبتة بسبب "مشاكل فنية" من جانب السلطات المغربية، مما أثار استياء الجانب الإسباني. من جهته، أكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أن كلا البلدين كانا يتوقعان إعادة فتح المعابر في 8 يناير، لكنه أشار إلى أن "هناك عملًا إضافيًا يتعين القيام به". وأضاف: "لدينا التزام سياسي قوي من المغرب بفتح المعابر، ولن نتراجع حتى تصبح هذه الخطوة حقيقة واقعة".