وجهت النائبة البرلمانية نعيمة الفتحاوي عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية سؤالاً كتابياً إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، تطالب فيه باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية مدينة غساسة الأثرية بإقليم الناظور، التي تواجه خطر الاندثار بسبب الإهمال المستمر. تقع مدينة غساسة، المعروفة أيضاً باسم "إيخساسن" في اللغة المحلية، على بعد عشرين كيلومتراً شمال غرب الناظور و15 كيلومتراً غرب مليلية، في منطقة بويافر المعروفة بنشاطها السياحي. تاريخياً، كانت غساسة شاهدة على أحداث تاريخية هامة في المغرب، حيث كانت ميناء مهماً في القرون الوسطى، وكان لها دور بارز بعد طرد المسلمين من الأندلس. كما نزل بها أبو عبد الله محمد النصري، آخر ملوك بني نصر، بعد سقوط غرناطة. رغم هذا التاريخ الغني، فإن مدينة غساسة اليوم مهددة بالزوال بسبب الإهمال والتعديات، إذ تحولت معالمها إلى أطلال بسبب المقالع الرملية المنتشرة في المنطقة ونهب أحجار خرائبها لاستخدامها في البناء. وتظهر الحفريات التي أجراها الإسبان في عام 1951 معالم المدينة القديمة، من بينها أسوار ومرافق سكنية وتجارية وأوانٍ خزفية كانت تستخدم في أسواق المدينة التي كانت مركزاً للتجارة بين المغرب وإسبانيا والبندقية. وفي سؤالها، دعت نعيمة الفتحاوي الوزارة المختصة إلى اتخاذ خطوات لحماية غساسة، تشمل تحديد حدود المدينة، وإنشاء تشوير لتعريف الزوار بتاريخها وأبطالها، وإدراجها ضمن التراث الوطني المغربي. كما طالبت بوقف التعديات التي تطال الموقع، مشيرة إلى أن غساسة تمثل جزءاً مهماً من تاريخ المغرب وذاكرته الجماعية. يعتبر تدخل الوزارة ضرورياً لإحياء غساسة وحمايتها من الاندثار، بما يضمن الحفاظ على معالمها الأثرية وتطوير السياحة الثقافية في المنطقة، التي قد تساهم في تعزيز التنمية المستدامة.