بمناسبة الذكرى ال99 لإنزال الحسيمة، يحتفي الإسبان بهذه المناسبة التي يعتبرونها انتصاراً عظيماً للجيش الإسباني بعد سلسلة من الهزائم التي تكبدها خلال حرب الريف. هذا الإنزال، الذي وقع في ال8 من شتنبر عام 1925، شكّل محطة حاسمة في مسار الحرب، إذ تمكن الجيش الإسباني بالتعاون مع القوات الفرنسية من كسر شوكة المقاومة الريفية بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي. ورغم أن إنزال الحسيمة جاء بعد عدة هزائم قاسية للجيش الإسباني، خاصة معركة أنوال في عام 1921 التي سقط فيها آلاف الجنود الإسبان، إلا أن القوات الإسبانية تعتبر هذه العملية العسكرية بمثابة استعادة للهيبة العسكرية، وتعدّ من بين أكبر العمليات البرمائية في تاريخ إسبانيا الحديث. ورغم الاحتفاء الرسمي الذي تقيمه السلطات الإسبانية سنوياً بهذه الذكرى، إلا أن هذه المناسبة تثير جدلاً واسعاً في المغرب، خاصة في منطقة الريف، حيث يُنظر إلى إنزال الحسيمة كجزء من الحقبة الاستعمارية التي شهدت استخدام أساليب قمعية عنيفة ضد السكان المحليين، بما في ذلك القصف بالأسلحة الكيماوية. ويعتبر العديد من المؤرخين المغاربة أن هذه الحرب خلّفت جروحاً عميقة ما زالت آثارها تتردد في ذاكرة أبناء المنطقة حتى اليوم، ما يجعل هذه المناسبة تحظى بتفسيرات متباينة بين الشعبين.