شنت السلطات الأمنية بالناظور حملة واسعة لتوقيف القاصرين والشباب المرشحين للهجرة السرية في منطقة بني انصار، المحاذية لمدينة مليلية المحتلة. وأفادت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الناظور بأن هذه الحملة، التي شارك فيها مئات من أفراد القوات العمومية، أسفرت عن توقيف أكثر من 30 شاباً وقاصراً. وتأتي هذه الإجراءات في سياق تصاعد موجات الهجرة نحو مدينة سبتةالمحتلة عبر السباحة، حيث نشرت وزارة الداخلية الإسبانية حصيلة دخول المهاجرين إلى سبتة خلال الفترة من فاتح يناير إلى 31 غشت من هذا العام. وكشفت الإحصائيات عن زيادة ملحوظة في عدد المهاجرين الذين عبروا سباحة، وخاصة في النصف الثاني من الشهر الماضي، ما دفع المغرب إلى تعزيز قواته الأمنية على طول الحدود. ووفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية، فقد دخل 312 شخصًا إلى سبتة عبر الطريق البري خلال 15 يومًا فقط، أي من خلال السياج والحواجز البحرية، ليصل إجمالي عدد المهاجرين الذين دخلوا عبر هذه الطريقة منذ بداية العام إلى 1,917 شخصًا. بزيادة قدرها 1,267 شخصًا مقارنة بعام 2023، أي ما يعادل 194%. على الجانب المغربي، لجأت السلطات إلى إغلاق كافة الشواطئ المحلية القريبة من الحدود باستخدام أسلاك قاطعة، كما عززت من وجود قوات الأمن ووحدات التدخل لوقف تدفق المهاجرين. وقد أثارت هذه العمليات جدلاً كبيرًا حول قانونيتها، خاصة مع تنفيذ عمليات ترحيل جماعية إلى مدن بعيدة مثل الفقيه بنصالح وبني ملال، مما يضيف بعدًا آخر إلى تعقيد هذا الملف الإنساني.