تشكلت أخيرا بالحسيمة اللجنة التحضيرية لتأسيس منتدى الشباب للمواطنة كمبادرة جمعوية شبابية أطلقها أصحابها بهدف " الاشتغال على قضايا الشباب في علاقتها بالتنمية والمواطنة بالذات التي تعني في أجلى صورها المشاركة وترسيخ ثقافة الانتماء إلى الوطن كنوع من التعاقد الاجتماعي، وتحسيس الشباب بواجباته إزاء الوطن عن طريقة تعبئته بشأن القضايا الكبرى للوطن والمنطقة. وفي هذا الإطار أشار فؤاد بنعلي عن اللجنة التحضيرية إلى أن مبادرة تأسيس منتدى الشباب للمواطنة ليست وليدة اللحظة بل هي فكرة اختمرت منذ مدة ليست بالقصيرة، حيث كانت المبادرة محل مشاورات مع العديد من الفعاليات المدنية، السياسية والاقتصادية، على أساس أن قضايا الشباب اليوم هي قضايا المجتمع بأسره، وبالتالي كانت هناك ضرورة لفتح هذا النقاش الذي تطرق أساسا إلى كيفية بلورة اقتراحات ناجعة وواقعية تخص واقع الشباب وكيفية إدماجه في الحياة العامة. وفي هذا الإطار أضاف محمد المحتوشي أن هذا النقاش هو وحده الكفيل بتقييم ما تراكم من سياسات في قطاع الشباب، تحديد الخيارات الصحيحة التي من شأنها إدماج الشباب في المبادرات الكبرى التي أطلقها المغرب، بل إن هذا النقاش هو الذي شكل لنا في المنتدى- منتدى الشباب للمواطنة- منارة التوجيه في رسم خريطة الاشتغال، آليات التنظيم والأهداف المرجوة من هذه المبادرة الشبابية التي تحاول أن تساهم في إدماج الشباب في الحياة العامة وتحديد أولويات ذلك. وقال فؤاد بنعلي أن المنتدى فضاء مفتوح لبلورة إسهام متمييز في الحقل الجمعوي الشبيبي عن طريق تقديم أطروحة تعتمد المقاربة الواقعية في التعاطي مع مشاكل الشباب، أطروحة تروم التجديد في التفكير، المنهج والخطاب وأيضا التجديد في السلوك والأسلوب، خاصة وأن الجميع يقر بأن المغرب عرف خلال الخمسين سنة الماضية قصورا في التعامل مع قضايا الشباب، وبالتالي ظل الإندماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب محدودا بسبب ضعف تأطيره في مجال التربية والتعليم وضعف انخراطه في الحقل السياسي والثقافي و الرياضي...". ولم يفت محمد المحتوشي أن يشير إلى أن الأوراش التي فتحها المغرب على المستوى السياسي والاقتصادي - خاصة ورش الجهوية الموسعة- تفرض على الشباب انخراطا واعيا في تدبير الشأن السياسي والمدني، وذلك بهدف بلورة سياسات عمومية ناجعة تروم تحقيق التنمية الشاملة، وتصحيح الاختلالات الناتجة عن فساد الاختيارات التنموية السابقة التي كرست التهميش والإقصاء...وجعلت من الارتماء في أحضان المتوسط الملاذ الاضطراري والمأساوي لشباب المنطقة. إن منتدى الشباب للمواطنة هو إطار يتفاعل مع كل الإرادات الرامية إلى الانتقال من من النضال المتمسك فقط بالمبادئ والشعارات إلى جبهة الاشتغال والمشاركة كواحدة من قيم المواطنة، إنها مبادرة لتقديم البدائل والإعلاء من قيم المواطنة المتمثلة أساسا في الربط بين الحق والواجب، بين الطموح والممكن، بين نقد الذات ونقد الأخر ، إنها ثقافة المشاركة التي يجسدها عصر الديمقراطية.