انعقد بالرباط اجتماع تشاوري بين مجموعة من الهيئات المدنية الشبابية وانبثق من خلاله تأسيس " التحالف المدني للشباب من أجل الإصلاح"، كمبادرة شبابية تسعى لمواكبة التحولات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها بلادنا في الآونة الأخيرة، ومن أجل الترافع على إدماج قضايا الشباب السياسات العمومية. وذلك في سياق عام لما تعرف المنطقة العربية والمغاربية من حراك شبابي، وفي إطار السياق الخاص المتعلق بالحراك الاجتماعي والشبابي ما بعد 20 فبراير 2011. وحسب بيان صادر عن التحالف يوم الأربعاء 10 غشت الجاري أعلن من خلاله دعم موقع الشباب في الترسانة القانونية ذات الصلة بالانتخابات؛ وتطوير قدرات الشباب في المشاركة الايجابية في التصويت والترشيح، والعمل على المساهمة في ملاحظة المستقلة والمحايدة للانتخابات؛ و الترافع من أجل التنزيل الفوري والناجع للمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، وفق أسس الديمقراطية التشاركية والحكامة الجيدة؛ والاشتغال على الحكامة المحلية والجهوية الموسعة في أفق إشراك ومشاركة الشباب في التنمية المحلية والتدبير الشأن المحلي". معلنا في ذات البيان الذي توصلت "أون مغاربية" بنسخة منه أنه سيعتمد "من أجل بلوغ أهدافه كل الوسائل الديمقراطية والمشروعة من ترافع وتعبئة الهيئات والمنظمات والجمعيات المعنية بقضايا الشباب من أجل مغرب الحاضر و المستقبل". وعلى خلفية هذا اللقاء التشاوري، صاغ "التحالف المدني للشباب من أجل الإصلاح" ميثاقا مشتركا حدد سياق المبادرة وقيمها ومبادئها التي ركزت على " الديمقراطية والحرية؛ الكرامة والعدالة الاجتماعية؛ حقوق الإنسان والمواطنة؛ الحداثة والمساواة الكاملة". يترجم هذا "الميثاق" مجموعة من المبادئ والقيم التي يرتكز عليها "التحالف"، والتي هي "بمثابة تعاقد معنوي بين جميع الموقعين عليه لاحترام نهج المسالك والسبل الكفيلة بتحقق الترافع والتعبئة في مجال السياسات العمومية المهتمة بإشراك ومشاركة الشباب في تدبير الشأن العام الوطني والمحلي، وبإعمال لمقاربات الديمقراطية التشاركية والحكامة الجيدة". ويقوم "التحالف" على اعتبار هذا "الميثاق" كأساس منطلق لكل مكون جمعوي أو مدني يرغب بالالتحاق ب"التحالف"، كما أنه يشكل مرجعا للتدبير الجيد للاختلاف والنقاش والحوار في علاقة بالتسيير الداخلي أو في علاقة مع باقي المتدخلين الحكوميين وغير الحكوميين. ويعتبر "التحالف المدني للشباب من أجل الإصلاح" مبادرة شبابية، تأسس من قبل مجموعة من الهيئات الجمعوية التي تعنى بقضايا الشباب في علاقة بالإصلاح السياسي والدستوري والاجتماعي، وهو تجسيد للرصيد والتراكم الذي حققه مختلف الفاعلين الشبابيين في ميدان رصد و مواكبة السياسات العمومية ذات الصلة بالشباب. كما يشكل هذا التحالف آلية للمواكبة "المدنية" للمطالب الجديدة والملحة للشباب الذي أصبح طموحه يرتقي يوم بعد يوم، وذلك لتحقيق شروط مشاركته في صناعة أحلامه وآفاقه ومستقبله، ومساهمته كفئة معنية بانشغالات تهمه من خلال الانخراط في الفضاءات العمومية للنقاش أو صياغة وتنفيذ ومراقبة وتقييم السياسات العمومية التي تمسه بشكل مباشر أو غير مباشر. ويعمل التحالف من أجل ضمان وتحقيق الحقوق الأساسية للشباب من حقوق مدنية وسياسية وتنموية من خلال قيم المواطنة والمواطن، ومن خلال تمكين الشباب في المشاركة السياسية، ودعم قدراتهم في تتبع ورصد ومواكبة السياسات العمومية الوطنية والمحلية ذات الصلة بهذه الشريحة من المجتمع. ويقوم التحالف بمهامه وفق مجموعة من الأسس منها "الالتزام بالمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان في شموليتها وكونيتها وأحكام الدستور المغربي؛ و اعتماد المرجعية الدولية لحقوق الانسان؛ وتنسيق التعاون وتوحيد رؤية الترافع في القضايا الكبرى للشباب في السياسات العمومية المتصلة بالشباب؛ وإعمال المقاربة التشاركية في صياغة وإعداد المبادرات والمشاريع والبرامج وفي اتخاذ القرارات، وذلك ضمن أيضا شروط المسؤولية والمحاسبة وتكافؤ الفرص والحكامة الجيدة؛ وإعمال قيم الحوار الخلاق والبناء وأخلاقيات التشاور الداخليين وتدبير الاختلاف وفق أسس الاحترام المتبادل؛ والجدية والعمل على الانضباط والالتزام بالقرارات الصادرة عن اجتماعات "التحالف" والصادرة عن اللجن المشكلة في إطار المشاريع، مع الالتزام باحترام المقررات والنقاشات الداخلية وتحصين المعطيات والمعلومات خلال إعداد أنشطة أو مشاريع معينة؛ والتعاون والشراكة والانفتاح على كافة الجمعيات والهيئات ذات نفس الأهداف والوسائل في انسجام مع أدوار ومهام التحالف مع مختلف الفاعلين الآخرين رسمين أو غير رسمين؛ والتحلي بخصال الإنصات، الحوار، التأطير، الاقتراح وذلك بتقديم البدائل الضرورية للنهوض بطموحات وأفاق الشباب لمشاركته في لحياة السياسية والحزبية وتعزيز حظوظ تمثيليته في المؤسسات الوسيطة من برلمان وأحزاب وجماعات محلية وهيئات مدنية".