في خضم الاهتمام العام بالطفرة التكنولوجية وتطورات العلوم , وعودة النقاشات حول مكانة العلم و العلماء بالمجتمع، ودورهم خاصة بعد تداعيات وباء كوفيد الاليمة. تبرز اسماء مغربية عديدة في مجالات علمية مختلفة الا ان المشترك بينها، انها برزت خارج المغرب خاصة باوروبا والولايات المتحدةالامريكية، اسباب عديدة وراء هذا الواقع المؤسف . من بين الاسماء الواعدة عالميا، يبرز اسم الريفية "سمية مسعودي سوشاك" soumia souchak elmasseoudi التي حققت بالولايات المتحدةالامريكية انجازات علمية عديدة، وقبلها مكانة علمية مرموقة بمؤسسات وجامعات فرنسية، بلجيكية و كندية . سمية مسعودي ابنة منطقة كزناية بتازة من الريف العميق، ترعرعت بين سهول ومرتفعات بلدة اكنول، لعبت مع قريناتها وسط تربتها، حيث تابعت دراستها الابتدائية، ومنذ صغرها بدت عليها ملامح الذكاء والنبوغ ، مسار دراسي ناجح اتمته سمية بحصولها على الاجازة في الفيزياء اواسط تسعينيات القرن الماضي من كلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط. ولينفتح مسارا علميا جديدا لها بحصولها على الدكتوراه من احدى الجامعات الفرنسية في تخصص الفيزياء والهندسة الالكترونية. الطموح العلمي الجامح لسمية ورغبتها في توسيع مداركها العلمية جعلها محط انظار جامعات عالمية رغبت في الاستفادة من خبراتها العلمية كمتخصصة في الفيزياء الدقيقة، فاطرت مئات الابحاث والدراسات والالاف من الطلبة في الجامعات الفرنسية والبلجيكية، كما تعاقدت مع مؤسسات بلجيكية في الصناعة العسكرية. مابين 2008-2010 استقرت سمية بكندا كباحثة ومدرسة، لتقرر في2011 الالتحاق بمدينة مياميالامريكية لتدريس الفيزياء بجامعتها العريقة ومؤسسات بحث واختراع مرتبطة بها. تواجدها بالولايات المتحدةالامريكية عزز تفرغها للبحث العلمي حيث سجلت اكتشافات عديدة باسمها في مجال الابحاث الفيزيائية و الطاقة . كما تنشط الدكتورة سمية كاستاذة محاضرة بجامعات بالصين و سنغافورة و الامارات ، الجزائر والمغرب، حيث لا تدخر جهدا في وضع تجربتها وابحاثها العلمية رهن اشارة الباحثين و الطلبة و المهتمين . وللاستاذة soumia souchak اصدارات و مساهمات علمية بالعديد من المجلات العلمية المتخصصة، وتنشط كذلك على منصات التواصل الاجتماعي حيث تعرض تجاربها لكل الشغوفين بالمعرفة و تطور العلوم . من مدرسة البولتكنيك بفرنسا، الجامعة الحرة ببروكسيل وصولا الى جامعة ميامي بالولايات المتحدةالامريكية وهي في سن 48، بصمت الدكتورة سمية المسعودي على مسار علمي غني، كل المقربين منها، مسؤولين، باحثين، طلبة ومعارفها يجمعون على الشخصية الفذة لهذه الباحثة التي تتواصل بايجابية مع الجميع وبتواضع وابتسامة دائمة على محياها، شخصية تحيل الى براءة الطفلة الريفية سليلة اكزناين والطالبة المتلهفة للعلم بجامعة الرباط والباحثة المتخصصة عموما حيثما حلت و تواجدت. الانسانية شعارها، تعشق سمية الفلسفة و كتابة الشعر بجميع اللغات : تتقن الريفية بطلاقة والدارجة والعربية الفصحى ، الفلامانية الفرنسية والانجليزية، فخورة باصولها وهويتها الريفية التي تعشقها حد الجنون، وتفضل قضاء معظم عطلها بارض اجدادها وابيها باكنول، تمثل المغرب افضل تمثيل سفيرة قوية له حيثما كانت. ولا تخفي الدكتورة سمية المسعودي رغبتها القوية في التفاعل وبايجابية مع كل المجهودات الهادفة للرقي بمنظومة التربية والتكوين ببلادنا حيث تضع خبرتها و ابحاثها العلمية رهن اشارة كل المتدخلين، وخاصة للطلبة والاساتذة بكليات الريف بالحسيمة و تازة و الناضور.