فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الصحفي و الفاعل الجمعوي سعيد العمراني


س1: من يكون سعيد العمراني ؟
ج : سعيد العمراني من مواليد 1966، بتوفيست بقبيلة ايت يطفت إقليم الحسيمة. متزوج و أب لثلاثة أطفال ليليا، ندى و بوطاهر.
تابعت دراستي الابتدائية بمدرسة اشتوانا بتوفيست، و الإعدادية بتاركيست و الثانوية بثانوية البادسي بالحسيمة، و الجامعية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان. حاصل على الإجازة في التاريخ و دبلوم الدراسات المختصة في حقوق الإنسان بكلية سان لوي ببلجيكا. و دبلوم في التواصل و تقنيات الربط في الترجمة، المنظم من طرف وزارة الصحة البلجيكية. و تابعت تكوينا في الدراسات العليا لمدة سنتين في التعاون و التنمية بالجامعة الحرة ببروكسيل.
س2 : هل يمكن أن تعطي لنا نبذة عن تجربتك السياسية و الجمعوية و الصحافية سواء بالمغرب أو المهجر؟
ج : لحسن الحظ أو لسوئه، بدأت اسمع عن الإضرابات و الاحتجاجات و خوض البعض منها و أنا لازلت تلميذا في إعدادية الحسن الثاني بتاركيست، و بمجرد أن و وطئت أقدامي ثانوية البادسي بالحسيمة سنة1981/1982، وجدت أرضية خصبة للتشبع بالفكر اليساري و الانخراط في المعارك النضالية للحركة التلاميذية بالحيسمة، وهي عديدة، لكن اذكر منها معركتين ضلتا راسختان في ذهني: الأولى هي المظاهرات التلاميذية الصاخبة و الشاملة ضد رسو بواخر من الأسطول السادس الأمريكي في ميناء الحسيمة سنة 1982 / 1983، إذ خاطبنا عامل الإقليم آنذاك "إن لديكم مطالب فانا مستعد للبث فيها، لكن إن تتظاهرون على أشياء أخرى فانا مستعد أن اكسر عظامكم واحدا واحدا". و الثانية هي الانتفاضة المجيدة ليناير 1984 و ما أدراك ما 1984.
بالتحاقي بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان انخرطت بكل قلبي و عقلي في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و تحملت عدة مسؤوليات سواء تعلق الأمر في اللجان الانتقالية لاوطم أو بصفوف الطلبة القاعديين، إذ كنت ناطقا رسميا لهذا الفصيل المناضل. كما كنت عضوا للجنة الحوار الفصائلي، بحيث كنت امثل نفس الفصيل إلى جانب رفاق آخرين من كل المواقع الجامعية الأخرى.
و موازاة لذلك كنت نشيطا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و مؤتمرا في مؤتمرها الرابع و عضو في احد مكاتبها بطنجة.
و بالتحاقي بلجيكا، ترأست فرع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ببلجيكا لمدة سنتين، كما ساهمت إلى جانب اصدقاء آخرين في تأسيس عدة جمعيات أبرزها جمعية الفضاء الثقافي شمال-جنوب، و مركز الاورو متوسطي للتعاون و التنمية، و حركة التجمع الديمقراطي للريف المعروف باغراو نالريف، دون أن أنسى مساهمتي في تأسيس اليسار الاشتراكي الموحد و انتخابي عضوا في المجلس الوطني في احد مؤتمرات الحزب الاشتراكي الموحد .
أما عن تجربتي الصحفية فقد ابتدأت كمراسل لجريدة الحرية/تيليلي للديمقراطيين المستقلين، ثم جريدة العمل الديمقراطي و بعدها جريدة اليسار الاشتراكي، و جريدة الاخبار التي كان يديرها عبد القادر الشاوي، و جريدة ثيفراز وبعدها جريدة الصباح لمدة ثلاثة سنوات حتى أن تم توقيفي بسبب "مواقفي المنحازة للريف" على حد تعبيرهم. كما نشر لي العديد من المقالات في كل من القدس العربي، الأيام، الوطن الآن و مواقع الكترونية عدة من بينها شبكة دليل الريف.
س3: أكدت أكثر من مرة في ندوات ومقالاتك انك ذو توجه يساري في نظرك هل استطاعت التجربة اليسارية في المغرب تحقيق أهدافها ؟
ج : التجربة اليسارية في المغرب لم تحقق الثورة طبعا، لكنها حققت مكتسبات هامة لا يمكن نكرانها. فالمكتسبات الحالية الجزئية و المتمثلة في حق التجمع و التظاهر والتنظيم النسبي في المغرب بالإضافة إلى إطلاق العديد من المعتقلين السياسيين و عودة المنفيين في بداية التسعينات تحققت بفضل تضحيات اليسار و صموده أمام الآلة القمعية للحسن الثاني. كما هذه التجربة كونت أطرا مهمة، أكيد سيستفيد منها مغرب المستقبل. إلا أن التجربة اليسارية في المغرب عاشت انتكاسات و ضربات قمعية و احتوائية كادت أن تقضي عليها. فقبل تجربة التناوب لعبد الرحمان اليوسفي كانت تجربة اليسار تتعرض للقمع المباشر، أما بعد عفو 94، فقد تعرضت لتفكيك و احتواء ممنهجين حتى تحول اليسار اليوم إلى شبه أطلال، لكن إمكانية تجميع قواه من جديد ممكنة و خاصة أمام التحولات الكبرى التي يشهده العالم اليوم. طبعا عندما أقول بأنني لازلت يساري و سأضل كذلك، بمعناه أنني لا زلت و سأظل أدافع عن قيم اليسار و المتمثلة، في الاستمرار في مناهضة الاستبداد بكل أشكاله، و النضال من اجل التوزيع العادل للثروة و العمل على احترام حقوق الإنسان و الدفاع عن قيم التضامن و التآزر بين جميع المواطنين المغاربة. و الدفاع على السلم العالمي و مناهضة الغطرسة الأمريكية و الاستعمارية عبر التضامن مع شعوب العالم التواقة للتحرر و الانعتاق.
س4: تحملت مؤخرا مسؤولية المنسق الأوروبي لمنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب و أوروبا. كيف جاء ذلك؟ و ماهية الإضافة التي ستقدمونها للمنتدى؟
ج : الأمر بسيط. تعلمون بان المنتدى تعرض لمنع مؤتمره الأول الذي كان من المفترض عقده بالشاون في شهر دجنبر الماضي. هذا المنع جعلني أخلاقيا و نضاليا الوقوف مع هذا المنتدى في هذه المحنة و تحمست إلى جانب رفاق آخرين بأوروبا لمؤازرة أعضاء المنتدى في الداخل بكل ما أوتيت لنا من قوة و المساهمة في إنجاح مؤتمره المؤجل. تعلمون بان الخارج شكل دوما تلك الرئة النقية التي تتنفس منها التنظيمات الديمقراطية المغربية عندما تكون محاصرة و تمنع أنشطتها ومؤتمراتها في الداخل. هذا بالضبط الذي كان معمولا به في سنوات الرصاص. الآن عادت سياسات المنع و القمع من جديد في المغرب، فعلى متعاطفي التنظيمات الديمقراطية المغربية بالخارج إلا الاستعداد لحمايتها. فمهمتنا تكمن في المساهمة على هيكلة المنتدى أوروبيا، بالرغم بأن مهمتي كمنسق ستكون قصيرة و ستنتهي بمجرد انتهاء أشغال المؤتمر المقبل المزمع عقدة باشاون أيام 25/26 و 27 مارس الحلي.
س 5: و إذا منع المؤتمر مرة أخرى؟
ج : إذا منع المؤتمر وهذا ممكن جدا في ضل الظروف التي يجتازها المغرب حاليا، سنتخذ كل الإجراءات و الخطوات التنظيمية لعقده في الخارج، لان عندما تمنع من الاجتماع في وطنك الذي تحبه و تشتغل من اجل مستقبله، فما عليك إلا أن تبحث على حلول أخرى. أما تداعيات ذلك فيتحملها المخزن وحده. لكن أؤكد بان مهمتي كمنسق للمنتدى بالخارج ستنتهي بمجرد انعقاد المؤتمر في الداخل أو في الخارج و هذا هو العهد الذي قطعته مع نفسي على الاقل.
س6 : باعتباركم عضو مؤسس للتجمع الديمقراطي للريف ببلجيكا، المسمى اختصارا باغراو ناريف ما هي الدوافع التي جعلتكم تؤسسون هذا الإطار؟ كيف يمكن أن توفقوا بين مهامكم باغراو و مسؤولياتكم بالمنتدى؟
ج : إن فكرة التجمع الديمقراطي للريف فكرة قديمة. لكن أعطينا لها ما يكفي من الوقت لنخرجها إلى الوجود. فكرة اغراو ولدت مع زلزال الحسيمة لسنة 2004، و تطورت مع أحداث تامسينت إلى أن نضجت سنة 2009/2008 لتفرز التجمع الديمقراطي للريف.
أهداف اغراو معلنة في أرضيته واذكر منها على سبيل المثال:
خلق إطار فدرالي على المستوى الأوروبي يمكن من تجميع القوى الريفية.
تشجيع الشباب من أصول مهاجرة في المشاركة في الحياة السياسية في بلدان الاستقبال.
تطوير التعاون مع الجمعيات المحلية بشمال المغرب.
تأسيس مركز للبحث و التوثيق تهتم بجهة الريف.
تشجيع الجالية من اصل ريفي للمساهمة في تنمية الريف.
أما على مستوى المغرب نجد:
العمل من اجل تغيير الدستورليؤسس لدولة فدرالية يسودها الحق و القانون
الحفاظ على تاريخ المنطقة و الذاكرة الجماعية
ترسيم اللغة الامازيغية....الخ.
أما فيما يخص التوفيق بين المهمتين، فمباشرة بعد تحملي المسؤولية كمنسق للمنتدى بالخارج، أخبرت الرفاق باغراو عبر رسالة مكتوبة، طالبت منهم بأنني كشخص سأتفرغ في هذه المرحلة كليا لبناء منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب بالخارج و أن لدي الثقة الكاملة في أعضاء اغراو، بان التجمع الديمقراطي للريف سيستمر بنفس الوتيرة الني كان عليها، و خاصة أن هذا الإطار الديمقراطي يجمع خيرة أبناء الريف سلوكيا و أخلاقيا و مبادئيا.
س7 : مؤخرا تم الإعلان عن تأسيس حركة 20 فبراير بالمغرب. كيف تنضرون إلى هذه الحركة ؟
ج : حركة 20 فبراير نتاج نجاح الثورتين التونسية و المصرية اللتان سرعتا في طرح النقاش السياسي في المغرب و هيجت الركود الذي كان يعرفه، و أججت النقاش حول الإصلاحات السياسة و الدستورية . هذه المبادرة تم مباركتها من طرف جميع القوي الديمقراطية الفعلية في الداخل و الخارج، مما جعل العديد من ابناء الشعب المغربي يتجاوب معها تلقائيا في الداخل و الخارج يوم 20، و يدعمونها بدون شروط.
س9: تابعتم بدون شك أجواء مظاهرات التي شهدتها الحسيمة ومدن الشمال يوم 20 فبراير و ما رافقها من تخريب و قمع و ردود أفعال. كيف تقرؤون ذلك؟
ج : إلى حدود علمنا فان المظاهرات التي فاق عدد مشاركيها في الحسيمة وحدها 40 ألف متظاهر، مرت بسلام و انتظام. لكن بعد انتهاء المظاهرات أراد النظام أن يخرج منتصرا و ذلك بوضعه لفخ لأهل الريف سواء بطنجة أو الحسيمة أو العرائش عبر الاستقالة المشبوهة للأجهزة القمعية من مهامها الأمنية، و ذلك بترك أو بدفع بعض الأشخاص ليعبثون ببعض المرافق البنكية و التجارية و الإدارية و هذا ما سقط فيها البعض للأسف. مع التأكيد أن بمثل هذه الانفلاتات يمكن أن تقع في كل بلدان العالم فيما فيها أوروبا و أمريكا، لكن ما يحز في النفس هو أن النظام المغربي أراد استغلال هذه الأحداث المعزولة لممارسة الترهيب و القمع و تجييش بعض ضعاف النفوس ضد المطالبين بالتغيير وشن اعتقالات عشوائية ضد المواطنين لتعود حليمة إلى عادتها القديمة. إن ما يجري اليوم بالريف، و بالتحديد بإقليم الحسيمة، يعكس الوجه الحقيقي للنظام في تعامله مع هذه المنطقة، أما أجواء العشر سنوات الأخيرة لعلاقة المخزن بالريف، لم تكن إلا مكياجا يخفي ذلك الحقد الدفين ضد الريف و أهله.
س 10: لكن هناك من ذهب إلى اتهام القادمين من بعض القرى و المدن المجاورة للحسيمة كمسئولين عن هذه الأحداث"؟
ج : المسؤولية الأولى و الأخيرة تتحملها الدولة. الدولة تتحمل المسؤولية عندما خربت المنضمات الديمقراطية بالريف و بالمغرب عموما لمدة عقود من الزمن لكي لا تكون هناك منظمات في مستوى تاطير المواطنين. كما أن الدولة تتحمل المسؤولية يوم 20 فبراير باستقالة أجهزتها كليا، و عدم تلبية نداءات المواطنين لحماية ممتلكاتهم. بالله عليكم أين كانت أعين الدولة التي لا تنام في تلك اللحظات. أين كانت الشرطة السرية والعلنية و الدرك و رجال المواطئ. لقد كانت لديهم تعليمات أن لا يتحركوا حتى لو حرق المغرب كله. للأسف كل شيء في المغرب يتمشى بالتعليمات، بدل تطبيق القانون و حماية المواطنين و ممتلكاتهم، وهذا ما يجعلنا نشدد لكي تكون الإصلاحات القادمة تقر لأهل الريف التاريخي حقهم في تدبير أمورهم بدل انتظار تعليمات الرباط. من حق الريفيين أن تكون لهم شرطتهم المدنية التي تحميهم و برلمانهم و حكومتهم كما أن من حق جميع الجهات في المغرب أن تطلب ذلك لنصنع ذلك المغرب الديمقراطي الفدرالي و المتعدد بلغاته و جهاته.
إن التفرقة بين أهل الريف تدخل ضمن سياسة فرق تسود، التي نهجها الاستعمار و من بعدها حكام المغرب للأسف. الريف عرف تاريخيا عدة أحداث و ثورات في أماكن مختلفة كادهار اوباران و معركة أنوال. كما عرف زعماء من مختلف المناطق و القبائل محمد امزيان من ازغنغان بإقليم الناظور عبد الكريم الخطابي من اجدير و الحاج سلام امزيان من دوار ايت يخلف ببني بوعياش، عباس لمسعدي من اكنول و الهاشمي الطود من القصر الكبير...الخ. إن الريف ليست "بييا سارخوخو" وحدها. إن النقاش حول أهل المدينة و أهل البوادي في الريف خطا و الغر ض منه موجود في نفس يعقوب.
س11: ظهرت في السنوات الأخيرة حركة تنادي بالحكم الذاتي للريف . كيف تنظرون إلى هذه الحركة ؟
ج: حركة الحكم الذاتي حركة أصيلة يقودها شباب مخلصون منفتحون على النقاش الدائر اليوم بين أبناء الريف. شخصيا مستعد للتعاون معهم إلى أقصى الحدود، بالرغم أنني اختلف حول بعض أرائهم و التي عبرت عنها كتابيا. فمثلا نجد الإخوة في حركة الحكم الذاتي يريدون قيام حكم ذاتي في الريف أللسني أي الناطقين بالريفية فقط، و هذا الفهم قاصر لأنهم يريدون قيام حكم ذاتي في بقعة جغرافية مشكلة من الناضور و نصف إقليم الحسية. ربما الإخوان في الحركة أو على الأقل جزء منهم يجهلون أو يتجاهلون بان نصف إقليم الحسيمة يتحدثون الدارجة العربية. فقبيلة ايت اطفت التي انتمي إليها مثلا نصفها يتكلم الامازيغية و النصف الثاني يتكلم الدارجة العربية آو ما اسميه بالامازيغية المعربة، ناهيك عن اسنادة و ايت بوفراح و طوريس و تاركيست و بتي بونصار و اكتامة إلى أخره. إن التاريخ يبين لنا بان أبناء الريف الكبير كانوا يتواصلون فيما بينهم بثلاثة لغات: الريفية و العربية و الاسبانية. فلماذا لا يمكن أن يكون الحد الأدنى بين أبناء الريف هو تعلم و التحدت باللغات الثلاث الريفية و العربية و الاسبانية. لا ننسى بان لدينا مدينتين محتلتين من طرف الأسبان، و سكانها يتحدثان الاسبانية أولا بالإضافة إلى الريفية بالنسبة لمليلية و الدارجة بالنسبة لسبتة.
و هناك أيضا مسالة التحالفات و طرق الاشتغال الخ. كل هذا لا يمنع أن أؤكد من خلال منبركم شبكة دليل الريف بان الرفاق في حركة الحكم الذاتي لهم ما يكفي من الجرأة و الإرادة، لكي يكونوا ضمن تلك الجبهة الديمقراطية للريفيين التي نتمنى أن ترى النور بعد استكمال النقاش بين كافة الريفيين الذين لهم مصلحة في الدفاع عن منطقتهم بعيدا عن تعليمات الرباط.
س12: هل يمكنكم أن توضحوا لنا أكثر مفهوم الجبهة الديمقراطية للريفيين ؟
ج: انه فقط رأي ينطلق من قاعدة انه يوجد في الريف الكبير عدة تنظيمات مستقلة. فالمغرب قبل حركة 20 يناير كان يتجه نحو قيام نظام الجهوية أو الحكم الذاتي كما هو مطروح على الأقل في الصحراء. الحكم الذاتي أو الجهوية يقتضي شرعية تأسيس أحزاب جهوية.
في هذه الحالة فمطلوب من الريفيين تأسيس حزب أو أحزاب جهوية. لذلك أرى من اللازم تجميع أو توحيد القوي الديمقراطية و المناضلة الريفية في جبهة واحدة، و خاصة تلك التي ضلت نظيفة ، بالرغم من ما أصاب الريف من مسخ في السنوات الأخيرة. و لكي أكون أكثر وضوحا: احلم تأسيس جبهة ريفية ديموقراطية مكونة من الرفاق في النهج الديمقراطي و الحزب الاشتراكي الموحد و حركة الحكم الذاتي و منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب و ذاكرة الريف و جمعية التضامن و التنمية المستدامة التي تأسست مؤخرا بالحسيمة، و الفضاء النقابي بالحسيمة و جمعية بوكدارن للتنمية و جمعية تاماسينت لمتابعة أثار الزلزال و اغراو نالريف ببلجيكا و صوت الديمقراطيين المغاربة بهولندا و جمعية المغاربة لحقوق الإنسان بهولندا و جمعيات النساء و الشباب والمعطلين و الجمعيات الامازيغية و جمعيات البيئة و التنمية..الخ. اعتذر عن عدم ذكر المنظمات الأخرى و خاصة بالناضور و مدن شمال المغرب، و الغرض ليس إقصاء أي احد بل لا اعرف كل ما يجري بمناطق الريف. و أهل الأقاليم الريفية هم المؤهلون لتحديد من سيكون مؤهلا للشروع في بناء ريف المستقبل. و هذا نداء لكل من يهمه الأمر.
مع ضرورة اخذ بعين الاعتبار حركة 20 فبراير. لان الشروط الآن متوفرة أكثر من أي وقت مضى لتوحيد شعوب تامازغا أو شعوب شمال إفريقيا، و خاصة بعد نجاح الثورتين التونسية و المصرية و استمرار انتفاضة ليبيا المباركة و إمكانية حدود تغييرات عميقة في كل من المغرب و الجزائر و موريتانيا.
س13: ما هي قراءتكم لسياسة حزب الأصالة و المعاصرة بالمغرب بشكل عام و بالريف بشكل خاص خصوصا وانه يضم مجموعة من الشخصيات الريفية المعروفة؟
ج : حزب الأصالة و المعاصرة خلق من رحم المخزن و تم هندسته في دهاليز وزارة الداخلية عندما كان مؤسس هذا الحزب فؤاد على الهمة كاتبا للدولة في الداخلية.
حزب بني على إغراءات و ترهيب و ضغوط و احتواء للآخر .
حزب خلق من باطل و ما بني على باطل فهو باطل.
حزب بلا برنامج سياسي و لا هوية ايديولوجية يجمع بين انتهازيين و وصوليين من كل الأصناف شعارهم التقرب من الملك عبر فؤاد على الهمة كأحسن وسيلة لتحقيق المصالح الشخصية أولا و أخيرا.
و الله عليكم هل يعقل أن شخصا بسيطا، مثلنا لديه تجربة بسيطة في الحركة الطلابية. و كان شخصا عاديا لكن بتقربه بعلي الهمة و انضمامه لحزب الأصالة و المعاصرة أصبح أستاذا جامعيا، ثم نائبا لحزب الأصالة و المعاصرة و رئيسا لجماعة يعقوب المنصور بالرباط و برلمانيا في الغرفة الثانية كل هذا تحقق بسرعة تتجاوز سرعة قطار طاليس. هل بهذه الطريقة يمكن إعادة الثقة في السياسة و السياسيين في المغرب؟ و هناك أمثلة أخرى عديدة.
س 14: هل تقصدون حكيم بنشماش؟
ج : لا يهمني الأسماء. إن ما يهمني هو كيف تمارس السياسة في وطننا الحبيب المغرب.
س15 : ظهرت موجة متنامية للعنصرية ضد الأجانب بالغرب خصوصا في هولندا واسبانيا . في نظركم ما هي دوافع هذه العنصرية ؟
ج : العنصرية موجودة في كل مكان والتي يمكن وصفها كالتراب المرسب في قعر كاس. فعندما يكون الوضع هادئ و بلا مشاكل فإن العنصرية لا ترى، لكن إن حركنا الكأس لسبب أو لأخر ستطفو العنصرية بسرعة نحو السطح.
توجد أحزاب وحركات عنصرية بأوروبا منذ القدم، فالأحزاب النازية و الفاشية كانت موجودة قبل الحرب العالمية الثانية و أدت إلى حروب مدمرة و كوارث انسانية في أوروبا وامتدت حتى إلى آسيا عندما قنبلت أمريكا اليابان بقنبلتين نوويتين على كل من ناكازاكي و هيروشيما و التي لازال أثارهما المدمر باديا للعيان إلى اليوم هذا.
صحيح أن العنصرية تصاعدت حدتها في السنوات الأخيرة و أسبابها الرئيسية ترجع أولا و أخيرا إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية و المالية العالمية. فبدل البحث عن حلول سياسية و اقتصادية التي تنخر جسد أوروبا، فبعض الأوروبيين يبحثون عن حلول سهلة و سريعة و التي تكمن في نظرهم في طرد المهاجرين، بالرغم أن طرد المهاجرين من بلجيكا و هولندا مثلا أصبح من شبه المستحيلات لان هذين البلدين يعرفان اليوم الجيل الرابع. و عندما يكون الابن و الأب و الجد و لدوا و ترعرعوا في بلد ما فهذا الأخير يصبح وطنهم بامتياز و بقوة القانون.
صحيح أيضا بان الأزمة العالية مست بشكل كبير اسبانيا و ايطاليا. فالهجرة في هذين البلدين لم تتجذر بعد، مما سهل على حكومات البلدين بما فيها الحكومة الاشتراكية باسبانيا سن سياسة تمييزية و عنصرية ضد الأجانب الشيء الذي دفع بالعديد من المهاجرين إلى العودة إلى بلدانهم أو الهجرة نحو البلدان المجاورة.
هناك سببا ثانيا ساعد على تصاعد العنصرية، و ساهم فيها الإعلام الغربي بشكل قوي، بحيث بعد غزو أفغانستان و العراق من طرف الولايات المتحدة، و استعصاء إيجاد حل للقضية الفلسطينية، حاول الإعلام الغربي تصوير القادمين من المغرب الكبير و الشرق الأوسط و آسيا كلهم إرهابيين أو مشاريع انتحاريين.
المفارقة تكمن مثلا عندما نجد سكان بلجيكا و خاصة في المنطقة الفلامانية يكرهون المهاجرين، لكن المشغلين البلجيكيين يحتاجون دائما لليد العاملة الرخيصة. فكثيرا ما نجد المهاجرين السريين يشغلون في ظروف اقل ما يمكن أن يقال عنها، أنها تحط بالكرامة الإنسانية.
س16 : ما رأيكم في الشخصيات التالية :
1. خيرت فيلدرز
عنصري من الطراز الرفيع، استطاع أن يمزج في ايديولوجيته بين النازية و الصهيونية، ليكون اشد عداوة للمهاجرين و خاصة المسلمين منهم. فاليمين المتطرف الأوروبي عموما معروف بعدائه لليهود و المهاجرين، لكن خيرت فيلدرز صديق لإسرائيل و مدافع على الصهيونية و اليهود وعدو كغير عادة الأحزاب اليمينية المتطرفة.
2. الياس العمري
صديق قديم، ساهم هو و رفيقه عزيز بن عزوز بقسط وافر في إفساد الريف و تدمير اليسار و تخريب عنصر الثقة بين جيل من المناضلين وسط الريف و المغرب عموما. أتمنى أن يفكرا هؤلاء و لو دقيقة واحدة في المناضلين الشهداء حسن اكويس و فوزي يحيى و عبد اله اكروح، و احمذ بوحريف من جهة ، أو ايت الجيد محمد بن عيسى و شباطة و المعطي اوملي و حميد المحجوبي و آخرون من جهة ثانية ليتأكدوا بأنهما ضلا الطريق و داسا ما بناه هؤلاء بدمائهم الزكية و تضحياتهم التي أدت إلى فنائهم وهم لا زالوا في ريعان شبابهم ، ....لكن التاريخ لا و لن يرحم أحدا.
3. احمد الدغرني
امازيغي يدافع على دولة إسرائيل. اختلف معه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.