اهتزت مدينة طنجة على وقع حادثة اغتصاب جماعي تعرضت له امرأة مقيمة في إسبانيا، من قبل مجموعة من الشبان في غابة توجد ب«عين مشلاوة» التي أصبحت تابعة للمدار الحضري لمدينة طنجة، بعدما كانت منطقة قروية تابعة للدرك الملكي. ووقعت الحادثة نهاية الأسبوع الماضي عندما كانت الضحية، التي لا تتجاوز الثلاثين من عمرها، عائدة إلى منزلها ليلة السبت، قبل أن يتم اختطافها من قبل هؤلاء الشبان والتوجه بها إلى الغابة المذكورة في ساعات متأخرة من الليل. وأفادت مصادر أمنية بأن الجناة أجبروا هذه المرأة، وهي متزوجة من رجل إسباني، على قضاء ليلة كاملة في ضيافتهم، تحت التهديد بالسلاح الأبيض. ورغم استسلامها للأمر الواقع، خوفا من القتل، فإنها لم تسلم من ضربات ولكمات على الرأس والوجه عندما كانت تحاول التخلص من أحد الشبان، الذي حاول ممارسة الجنس عليها بالعنف تحت التهديد بالسلاح الأبيض. وقالت المصادر نفسها إن الضحية توجهت إلى أحد المراكز الأمنية القريبة من المنطقة، صباح الأحد، وأخبرت رجال الأمن بأنها تعرضت لاغتصاب جماعي من قبل 5 شبان، بعدما اختطفوها وأجبروها تحت التهديد بالسلاح الأبيض على قضاء ليلة كاملة معهم. ونجحت التحريات الأولية التي قامت بها الفرقة الحضرية الثانية، التابعة لولاية أمن بني مكادة، في إلقاء القبض على اثنين من الجناة في أقل من 48 ساعة، أحدهما يعتبر الفاعل والمحرض الرئيسي على هذه العملية، كما ضبطت بحوزته مجموعة من قنينات الخمر، تبين أنه كان يتاجر فيها بدون رخصة. كما أن الشخص نفسه له عدة سوابق في الضرب والجرح والسرقة الموصوفة. وتفيد المصادر ذاتها بأن الشابين اللذين تم إلقاء القبض عليهما اعترفا، خلال التحقيق معهما، بارتكابهما هذه الجناية، في الوقت الذي مازال فيه البحث جاريا عن الشبان الآخرين المشاركين في جريمة الاغتصاب الجماعي. ورفضت المصالح الأمنية تقديم أي معطيات إضافية حول هذه القضية التي يبدو أنها تخفي وراءها أحداثا مثيرة، بدعوى أن التحقيق لازال جاريا فيها، وأن المتهمين لم يحالوا بعد على الوكيل العام للملك. وتعيش الضحية ظروفا نفسية صعبة، بعدما تعرضت للاغتصاب بطريقة بشعة، رغم أنها أبدت ارتياحا نسبيا بعد إلقاء القبض على اثنين من الجناة، وتأمل إلقاء القبض على الآخرين، لتتم إحالتهم على العدالة وينالوا جزاءهم. ومن المنتظر أن يحال الموقوفان الاثنان على الوكيل العام لمحكمة الاستئناف خلال اليومين المقبلين، بتهمة المشاركة في هتك عرض جماعي بالعنف عن طريق التهديد بالسلاح الأبيض. ويذكر أن المنطقة التي وقعت فيها حادثة الاغتصاب، تعتبر من النقط السوداء بمنطقة بني مكادة التي يكثر فيها الإجرام والسرقة بشتى أنواعها، إضافة إلى عمليات القتل العمد، وإن كانت نادرة، كما أن المنطقة المذكورة حطمت أرقاما قياسية في الضرب والجرح المؤدي إلى القتل.