سافر وفد برلماني يضم نحو 10 أشخاص، ضمنهم موظفون بمجلس النواب، أخيرا، إلى وجدة، عبر الطائرة، ورافقتهم برا سيارات فاخرة تابعة لمجلس النواب، لتتكلف بنقلهم من مطار وجدة إلى وجهتهم النهائية، وهو ما اعتبره أعضاء في مكتب مجلس النواب، تبذيرا في النفقات، أقلق كثيرا حبيب المالكي، رئيس المجلس، الذي يرفض هدر المال العام. وقامت اللجنة الموضوعاتية المكلفة بتقييم السياسات العمومية في موضوع “التعليم الأولي”، بزيارات ميدانية لعينة من مؤسسات التعليم الأولي بإقليمي الناظور والدريوش. واستغرب برلمانيون كيف سمح بعض النواب لأنفسهم الركوب في الطائرة، والاستعانة بالسيارات وجيش من السائقين والموظفين، وهي سابقة في تاريخ المؤسسة التشريعية، بدل الاكتفاء بالسفر برا عبر سيارات المجلس الفاخرة. وفي انتظار فتح تحقيق من قبل حبيب المالكي، لمعرفة من اقتنى تذاكر الطائرة، وخصص السيارات رهن الإشارة، فإن أعضاء اللجنة الموضوعاتية المكلفة بتقييم السياسات العمومية، تعرفوا على وضعية هذه المؤسسات، وطرحوا مجموعة من التساؤلات همت بالخصوص الإطار المنهجي المعتمد في تربية وتنمية قدرات الطفولة، كما تعرفوا عن قرب على طرق التدبير والشراكات التي تجمع القطاعات الوصية بجمعيات المجتمع المدني في هذا المجال. وخلال زيارتهم إلى الأقاليم نفسها، تأكد أعضاء مجموعة العمل الموضوعاتية من احترام هذه المؤسسات لمعايير الجودة المعتمدة. وحضر الزيارات أعضاء المجموعة، المكونة من النائبة “البامية” غيثة بدرون، رئيسة المجموعة نفسها، والنائبة الحركية ليلى أحكيم، المرشحة لرئاسة مجلس الناظور، وجمال بنشقرون كريمي، مقرر المجموعة، والكاتب العام السابق للشبيبة الاشتراكية، وحسن عديلي، نائب المقرر، وعبد المجيد الفاسي الفهري، النائب البرلماني الاستقلالي، ونجل عباس الفاسي، الأمين العام الأسبق لحزب الاستقلال، والسعدية بنسهلي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعضو الفريق الاشتراكي بمجلس النواب. واندرجت هذه الزيارات الميدانية ضمن برنامج عمل المجموعة ووفق المنهجية المعتمدة لإعداد تقرير التقييم، تحضيرا للجلسة العامة المخصصة لمناقشة وتقييم السياسات العمومية. ونفى مصدر في مكتب مجلس النواب أن يكون الهدف من سفر وفد اللجنة الموضوعاتية المكلفة بتقييم السياسات العمومية، عبر الطائرة، هدرا للمال العام. وقال المصدر نفسه الذي كان يتحدث إلى “الصباح”، إن “أعضاء اللجنة، كانوا مجبرين على التنقل إلى إقليمي الناظور والدريوش، عبر السيارات، وليس الطائرة، ولذلك اصطحبوا معهم برا سيارات المجلس من أجل الاستعانة بها في تنقلاتهم”. ولما سألته “الصباح”: “لماذا لم يحصل السفر منذ البداية عبر السيارات، بدل الطائرة؟”، قال “شوف مع الكاتب العام للمجلس”.