في وقت تبذل عدة أطراف بالمنطقة مساعي حثيثة من أجل إنجاح قمة مرتقبة لرؤساء البلدان المغاربية، يُواصل المرشحون لرئاسيات الجزائر إرسال إشارات سلبية بشأن مستقبل العلاقات المغربية الجزائرية خلال المرحلة المقبلة. فبعد تأكيد جل المتسابقين نحو "قصر المرادية" على موقف بلادهم من نزاع الصحراء، في إشارة تهدف إلى طمأنة المؤسسة العسكرية المتحكمة في دواليب الخلاف، اتهم المرشح للرئاسيات عبد القادر بن قرينة المغرب بإغراق بلاده بالمخدرات. وقال بن قرينة، وهو رئيس حركة "البناء"، إن "هناك تصديرا ممنهجا وتحت الرعاية الرسمية لكميات هائلة من المخدرات من المغرب إلى الجزائر"، مضيفا أن "مداخيل المغرب من الحشيش تكاد توازي مداخيل الدولة الجزائرية من البترول". وليست هذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها السياسيون والمسؤولون الحكوميون في الجارة الجزائر إلى إطلاق تهمة المخدرات لتشويه سمعة المملكة، فقد سبق للحكومة المغربية أن ردت رسمياً على هذه التهم. وأوضحت السلطات المغربية، في بلاغ سابق، أن الجزائر انخرطت منذ مدة في منطق توجيه اتهامات ممنهجة إلى المغرب؛ و"هذا غير مفهوم في ما يخص موضوع مكافحة المخدرات، لأن الجزائر تترأس اللجنة الفرعية المكلفة بمكافحة المخدرات التابعة لاتحاد المغرب العربي". ويستغرب الجانب المغربي ترويج الجزائر لهذه المزاعم، في وقت ترفض سلطاتها أي اتصال أو لقاء أو تبادل للمعلومات بين المسؤولين الجزائريين والمغاربة لمحاربة الشبكات الإجرامية التي تنشط على جانبي الحدود. وفي جوابه على سؤال صحافي حول كيفية التعامل مع الملف المغربي ونزاع الصحراء، قال عبد القادر بن قرينة إن هناك الكثير من الملفات العالقة بين البلدين، و"حلها لن يكون عبر التصريحات المتكررة التي تفتقد إلى النية من الطرف المغربي". وأكثر من ذلك، اتهم المرشح الرئاسي السلطات المغربية بتأميم أملاك الجزائريين بعد اندلاع الأزمة بين البلدين، موردا أيضا: "إغلاق الحدود جاء ردا من الجزائر على الإهانة التي تعرضنا لها من طرف المغاربة الذين فرضوا علينا الفيزا". وجدد السياسي الجزائري موقف بلاده من نزاع الصحراء المغربية، مؤكدا أن "الصحراء قضية عادلة في الأممالمتحدة، وتدخل في إطار تصفية الاستعمار"، مشيرا إلى أن "الجزائر ستواصل دعمها للحركات التحررية لنيل استقلالها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية". ويتشابه خطاب المرشحين للرئاسيات بخصوص ملف الصحراء، ما يدل على عدم قدرة السياسيين الجزائريين على إنتاج خطاب جديد يدفع بالعلاقات المغربية والمغاربية نحو طي خلافات الماضي. بدوره، شبه عز الدين ميهوبي، أحد المرشحين الخمسة للانتخابات الرئاسية الجزائرية، والذي سبق أن شَغل منصب وزير الثقافة، قضية الصحراء بالقضية الفلسطينية، قائلا، جوابا عن سؤال حول الموقف الدائم للجزائر الداعم للقضيتين الفلسطينية والصحراوية، وما إن كان لديه موقف مغاير حول هاتين القضيتين: "ثبات الجزائر على مبادئها مسألة لا تحتاج إلى قراءات محتملة، فالقضية الفلسطينية وكذا القضية الصحراوية لا تقبلان القسمة على اثنين".