انطلقت الثلاثاء فعاليات أشغال مؤتمر القمة الثامنة للمدن والحكومات الإفريقية "أفريسيتي" تحت شعار "الإنتقال إلى مدن وأقاليم مستدامة ودور الجماعات الترابية (البلديات) الإفريقية"، والتي ستستمر إلى غاية 24 نوفمبر الجاري، بمشاركة 5000 منتخب و منتخبة من الجماعات الترابية الإفريقية، من بينهم 3000 مسؤول في مجالس المدن و الجماعات المحلية، و 750 عمدة مدينة و أطر في الإدارت المركزية، و فاعلين في مجال الإقتصاد و عالم المال، يشاركون في هذه القمة من خلال 100 ورشة عمل. ودعا محمد بودرة رئيس الجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية إلى حل معضلات التحديات التي تواجه الجماعات الترابية الإقليمية من منطلق جماعي باعتبار أن المشاكل التي تعاني منها هذه الجماعات متشابهة رغم تعدد المجالات و التجارب. واعتبر بودرة أن موضوع الإنتقال نحو مدن مستدامة ودور الجماعات الترابية الذي يشكل موضوع أشغال هذه القمة إنما يجسد الوعي والإدراك بأهمية موضوع يعد نتاج حركية العالم، ومن خلاله المدن و الجماعات الترابية، مع التحولات التي تواكبها و التي ينبغي فهم واستيعاب مساراتها الحاضرة و المستقبلية. ونوه بودرة بالدور الذي تلعبه منظمة المدن و الحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، في النهوض بواقع المدن و الجماعات الترابية بإفريقيا في أبعادها وسياقاتها الإقليمية و العالمية، و التي شكلت أهدافها حافزا تأسست من خلاله الجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية، كإطار يضم 1503 جماعة ترابية بالمغرب بمقومات بيئتها السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية، وبتطلعات ساكنتها. وأكد المتحدث أن المدن والجماعات تواجه تحديات كبرى بسبب النمو الديموغرافي و التوسع العمراني و النشاط الإقتصادي، مما يفرض توفير السكن االائق و الخدمات الأساسية، خصوصا أمام صعوبة التنبؤ بما يحمله الغد، لدرجة أصبح معها التخطيط للتنمية إجتهادا توقعيا يجانب في أحيان كثيرة الأهداف المتوخاة، لاسيما أمام محدودية الوسائل. تم على هامش نفس القمة، التوقيع على أربع بروتوكولات تفاهم بين الجمعية المغربية لرؤساء الجماعات المحلية وجمعيات المنتخبين المحليين الأفارقة، بهدف تعزيز التعاون اللامركزي. ووقع على اتفاقيات التعاون رئيس الجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية، محمد بودرا، من جهة، ومن جهة أخرى كل من رئيس جمعية عمداء الكونغو وعمدة برازافيل، كريستيان روجر أوكيمبا، وعمدة الجماعة الحضرية دييغو سواريز ونائب رئيس جمعية عمداء كبريات المدن بمدغشقر، جون لوك ديزيري دجافوجوزارا، وعمدة واغادوغو ورئيس جمعية عمداء بوركينافاسو، أرماند رولاند بيير بويند، ونائبة رئيس التنمية المستدامة بمدينة ليل الكبرى ورئيسة شبكة المجالات الترابية والاقتصاد التضامني المرن والمنخفض الكربون والشامل، كريستيان بوشار. وتهم بروتوكولات التفاهم عددا من القطاعات من بينها المساواة والتضامن والشراكة والإدماج والابتكار والشفافية والإعلام والتقييم وتقوية القدرات.
بموجب هذه الاتفاقيات، تلتزم البلدان الموقعة على العمل بتشاور من أجل تقاسم المعارف والممارسات الجيدة وتشجيع التعاون المحلي، ودعم فرص الحوار وتعزيز التبادل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتشجيع الاندماج الإقليمي، وكذا المساهمة في الملتقيات الدولية والإقليمية.