تجنبت اسبانيا التعليق على حادث إطلاق البحرية الملكية المغربية النار على قارب للهجرة متسببة في قتل الشابة حياة بلقاسم، وأكدت وصول 1300 قارب للهجرة إلى السواحل الإسبانية منذ بداية السنة وعلى متنها أكثر من 32 ألف مهاجري أغلبهم مغاربة. ويستمر ملف إطلاق البحرية النار على قارب للهجرة ووفاة طالبة مغربية حياة بلقاسم متأثرة بجروحها يثير الكثير من الجدل في المغرب واهتماما إعلاميا في اسبانيا ومن طرف بعض الجمعيات الحقوقية. وتؤكد مصادر اسبانية انطلاق القارب من شواطئ سبتةالمحتلة قبل الدخول إلى مياه المغرب الثلاثاء الماضي هربا من ملاحقة الحرس المدني، لكن مدريد لا ترغب التعليق على الحادث تفاديا لإقحامها في هذا الملف، وهي التي تدرك قوة الحقوقيين والأحزاب اليسارية في استحضار الحادث في البرلمان الاسباني إذا تبين أن لسلطات مدريد عبر الحرس المدني دورا ما. ونقلت جريدة « آ بي سي» عن مصادر في وزارة الداخلية ارتفاع وتيرة قوارب الهجرة التي وصلت إلى مختلف شواطئ اسبانيا ولاسيما في الأندلس وهي 1300 قاربا بمعدل حوالي 30 مهاجرا في كل قارب، ومنهم نسبة من النساء والقاصرين. ويعود ارتفاع القوارب إلى رهان المغاربة على الهجرة، حيث وقع تغيير في عملية الإبحار، حيث كانت عصابات من قبل هي التي تشرف على عملية التهجير أما الآن، يتفق مجموعة من الأصدقاء ويشترون قاربا وينتقلون به إلى سواحل اسبانيا، مع استمرار عمل العصابات. والمثير أنه من أصل 1300 قارب انطلقت من شواطئ المغرب إلى اسبانيا لم يتم فتح النار سوى على قارب واحد يوم الثلاثاء الماضي في مياه المغرب وأسفر عن مقتل حياة بلقاسم وإصابة آخرين بجروح واحد منهم يوجد في مستشفى العاصمة الرباط ويعاني من جروح بليغة تهدد حياته. ومن جانب آخر، انطلق قارب الهجرة السرية المنكوب من سبتة، وبدأ المغاربة يتوافدون على سبتة من أجل الإبحار سرا إلى اسبانيا، وتتخوف حكومة مدريد من ارتفاع المغاربة في المدينة بحثا عن عصابات تهريب البشر وقد يبقون في سبتة إذا دعت الضرورة. وكان عشرات الشباب قد تظاهر أمام الحدود الفاصلة بين سبتةالمحتلة وباقي المغرب، طالبين الحق في الهجرة والتخلي عن جنسيتهم المغربية. ولم يسبق للمغرب أن شهد حالات مثل هذه، اي التخلي عن الجنسية أمام مدخل سبتة. حسين مجدوبي