دعت مجموعة من الفعاليات السياسية والحقوقية المنتمية للجنة دعم معتقلي حراك الريف الى تظاهرة غداً الأحد في مدينة الدارالبيضاء تضامنا مع ناصر الزفزافي قائد حراك الريف في إضرابه عن الطعام الذي أعلن دفاعه انه دخله منذ يوم الأربعاء ، معتبرة ان الابقاء عليه في زنزانة انفرادية «انتهاك لحقوق السجين حسب المواثيق الدولية « . واعلن الزفزافي إضرابا مفتوحا عن الطعام تحت شعار «اللاعودة «، احتجاجا على إيداعه بزنزانة انفرادية مدة ما يقارب عام منذ اعتقاله في زنزانة انفرادية ، بل فسحة انفرادية وزيارة انفرادية وكل ما يمكن أن يقوم به فهو يقوم به في عزلة تامة عن باقي المعتقلين ، يخرج للفسحة بعد أن تصير الساحة خالية من كل السجناء و يلتقي عائلته أثناء الزيارة بمعزل عن باقي المعتقلين، وضعية وصفها ل «القدس العربي « أعضاء في هيئة الدفاع وعائلة المعتقل ، مستنكرين الوضع الاستثنائي الذي يعيشه ناصر الزفزافي على خلاف بقية معتقلي الحراك . «تم طرح وضعية الزفزافي مراراً أمام المحكمة ولم يتم اتخاذ أي إجراء لتغييرها لأن المحكمة تقول أن ذلك يقع تحت مسؤولية إدارة السجن وهي من تدبر هذا الوضع « يقول محمد أغناج عضو هيئة الدفاع ل «القدس العربي»، موضحا أن لا شيء صدر عن إدارة السجن بخصوص هذا الوضع ، رغم الوعود التي تم تقديمها مراراً بأن يتم جمع ناصر مع رفاقه المعتقلين. وبقيت الوعود معلقة من دون وفاء بها وبقي الزفزافي معزولا في فضاء السجن، يؤكد اغناج ، حتى صار الصندوق الزجاجي الحاجب للرؤية في قاعة محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء موعداً للالتقاء بباقي معتقلي الحراك أثناء جلسات المحاكمة التي صارت فرصته لإيصال صوته للرأي العام المتابع لأطوار محاكمته ، ولا تكاد تخلو جلسة من تصريح له حول حراك الريف و مطالبه وسير المحاكمة. «المواقف التي يدلي بها الزفزافي و ثباته على قناعاته رغم السجن إضافة لدوره الريادي أثناء الحراك ، يقول أحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، أنها وراء فرض العزلة عليه، معتبراً أن الاحتفاظ به في زنزانة انفرادية خلال كل هذه الفترة هو بمثابة «إجراء عقابي الغاية منه كسر عزيمته وإرادته وجعله يطأطئ الرأس و ينحني للعاصفة خصوصا أنه أظهر أن السجن لا يخيفه و ظل يعبر عن مواقفه بكل شجاعة و جرأة»، مضيفاً «نحن نعتبر أن محاكمة الزفزافي ومعتقلي حراك الريف لا تستند على أي أساس واقعي والغاية منها هي كبح حراك الريف وإعطاء العبرة لكل من يريد السير على منوالهم للمطالبة بالتغيير». وظهرت والدة الزفزافي في شريط منشور على «صفحة الفيسبوك الرسمية لمحبي ناصر الزفزافي» وهي تعلن أن ابنها دخل في إضراب عن الطعام وتحثه قائلة «أوجه لابني القول : الصمود ، ثم الصمود ، ثم الصمود حتى ينتصر الحق « موجهة الكلام لمسؤولي الدولة بأن»أبنائهم يجتمعون معهم على مائدة الإفطار في رمضان على الطعام الفاخرو الشراب الفاخر و أبنائنا مرميون في السجون»، خاتمة كلامها ب «الخزي والعار للمنافقين و الخونة» . ونشر نشطاء الفضاء الأزرق تدوينات تستنكر السجن الانفرادي لناصر وعزله عن باقي المعتقلين و تعتبر إضرابه عن الطعام صرخة بعد طول صبره . ودخلت محاكمة معتقلي الحراك مرحلة الإنصات للشهود ، قبل أن تنتقل في المرحلة المقبلة لمرافعات الطرف المدني والنيابة العامة وهيئة الدفاع عن المعتقلين، واقترب ملف معتقلي حراك الريف من إتمام عام منذ بداية الاعتقالات في ايار/ مايو من السنة الماضية، على خلفية الاحتجاجات التي عرفتها منطقة الريف ومدينة الحسيمة الواقعة شمال المغرب تحديدا بعد مقتل بائع السمك محسن فكري في حاوية كبس النفايات نهاية تشرين الاول/ أكتوبر 2016.