كشفت جمعية "أطاك المغرب" عن إصدار جديد بعنوان"حراك الريف: نضال شعبي بطولي" مساء السبت بالرباط، فضلا عن عرض شريط وثائقي، يوثق للحراك، بدءا من مقتل محسن فكري إلى اعتقال مجموعة من النشطاء الذين قادوا احتجاجات الساكنة. وقالت زينة أوبيهي، عضو الجمعية، إن الهدف من الكتاب هو توثيق حراك الريف الذي دام لعدة أشهر، تم خلالها قمع المناضلين، من خلال حملة الاعتقالات التي قامت بها السلطات الأمنية. واعتبرت أن الحركات الاحتجاجية التي طالت مجموعة من المدن هي نتيجة لسياسات لا شعبية تم إملاؤها على المغرب من طرف صندوق النقد الدولي، مما شكل ضربا للمكتسبات، وانعكس سلبيا على جوانب كثيرة منها ارتفاع الأسعار، و نهب الثروات وفتح المجال أمام شركات متعددة الجنسيات. و أفاد محمد المسير، عضو جمعية"أطاك المغرب" أن هدف الإصدار يتمثل في التعريف بالحراك الذي شكل نقلة نوعية ضمن موجات النضال الاجتماعي التي عرفها المغرب، باعتباره ذاكرة لجزء من نضال الشعب. وأضاف قائلا"نريد أن نبين دور النساء والشباب في الحراك السلمي إضافة إلى التأكيد على فشل النموذج الليبرالي في التنمية الذي عمم البطالة والفقر والهشاشة ، من خلال مؤلف يضم 151 صفحة في 10 محاور أساسية، منها الخصوصيات الاجتماعية والثقافية لمدينة الحسيمة (شمال) ومطالب المحتجين و قائمة بالمعتقلين و التضامن الدولي و دور المهاجرين بأوروبا وغيرها. وحول ظروف الإعداد للكتاب والمشاكل التي رافقت إنجازه، قال المسير ل"إيلاف المغرب" إنه أنجز عن طريق التواصل مع أشخاص لم تطلهم الاعتقالات، في ظل تعرض الطاقم المشرف عليه للتضييق من السلطات الذين وقفوا على عملية طبعه وطالبوا بنسخ منه وبرقم الإيداع، وهو نفس السيناريو الذي تعرض له طاقم الفيلم الوثائقي، الذي كان صعبا عليه القيام بالتصوير والتوصل بالمعطيات. في سياق متصل، أشار كل من عمر الراضي و شيماء الزوي، مخرجا الفيلم الوثائقي أنه يمثل تكريما و إهداء بسيطا لمعتقلي الحراك الذين ضحوا بحريتهم من أجل تحقيق مطالب اجتماعية واقتصادية بطريقة سلمية. ويشكل فيلم"الموت ولا المذلة" توثيقا لأحداث الحسيمة، من خلال رصد احتجاج الساكنة و نقل شهادات فاعلين عاينوا الأحداث وتفاعل الحكومة مع المطالب، على أن يتم عقد لقاء مماثل للجمعية في مدن مغربية أخرى.