على وقع شعارات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية حراك الريف وأيضا الاحتجاجات الشعبية الأخيرة التي اندلعت في زاكورة فيما بات يعرف ب"حراك العطش"، احتج العشرات من المغاربة، مساء اليوم الأربعاء، أمام مقر البرلمان بالرباط، وسط حضور أفراد من عائلات بعض المتابعين أمام القضاء. الموعد، الذي دعت إليه "لجنة الحراك الشعبي بالرباط" و"جبهة الرباط ضد الحكرة"، حمل مطلبا أساسيا يتمثل في "الإطلاق الفوري لمعتقلي الحراك وتحقيق مطالبه العادلة"، وحمل خلاله المحتجون صورا للمعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة وأعلاما أمازيغية؛ فيما اختار البعض منهم حمل قارورات بلاستيكية فارغة كتبت عليها عبارة "ثورة العطش". وصدحت حناجر العشرات من الواقفين بشعارات غاضبة، من قبيل: "ولاد الشعب ورا القضبان، والأميين في البرلمان"، و"الشعب يريد سراح المعتقل"، وأخرى تعود إلى حراك الريف، مثل "الموت ولا المذلة" و"عاش الشعب عاش عاش، المغاربة ماشي أوباش"، بجانب شعارات أخرى تحمل عبارات "عاهدنا المعتقل، بالنضال والثبات" و"يا للعار يا للعار.. بلادنا في خطر". وكان للاحتجاجات الأخيرة التي كانت مدينة زاكورة مسرحا لها، لمطالبة سكانها بتوفير الماء الصالح للشرب وعرفت اعتقال عدد من المحتجين، نصيب من احتجاج الرباط؛ فقد رفعت لافتة كتب عليها "طلبة زاكورة يستنكرون التدخل القمعي ضد ثورة العطش"، فيما رفعت شعارات مساندة للتحرك الغاضب في المدينة ك"تحية نضالية.. لزاكورة المحكورة والمقهورة"، و"زاكورة عطشانة". الوقفة الاحتجاجية، التي دعت إليها أيضا تنسيقية "تامسنا لحركة "تاوادا ن ئمازيغن " الأمازيغية، توسطتها لافتة ضخمة تضم أسماء المعتقلين على خلفية الحراك الريفي، وكتب عليها عبارة: "مغرب 2017: مئات الاعتقالات.. مئات الملفات المفبركة والأحكام الجاهزة"، مع مطلب ب"الحرية لكافة المعتقلين السياسيين وإنقاذ حياة المضربين عن الطعام". وفي كلمة باسم عائلات معتقلي حراك الريف، اتهم رشيد أهباض، والد المعتقل بلال أهباض، السلطات بالقيام بحملة من الاختطافات في حق ابنه وعدد من المعتقلين في الحسيمة، مضيفا: "الوطن غفور رحيم، لماذا لا تنفذوا حلا بسيطا: أطلقوا سراح المعتقلين الأبرياء مع تحقيق مطالبنا تدريجيا"، مشددا على أن المسؤولية هي الآن أمام الدولة لحل الملف. وهاجم المتحدث حكومة سعد الدين العثماني، حين قال إن "المحتجين حين خرجوا للمطالبة بالمطالب المشروعة اتهمنا العثماني بأننا انفصاليون، وكلنا إخوة مغاربة وشعب واحد"، مضيفا: "لقد خرجوا (المحتجون في الحسيمة) في احتجاجات سلمية ونادوا بمطالبهم المشروعة.. لقد طالبنا فقط بجامعة ومعمل ومستشفى وبالحرية والكرامة". واعتبر رشيد أهباض أن المعتقلين على خلفية ملف حراك الريف ووجهوا بما وصفه "تهم واهية واتهموا بزعزعة استقرار البلاد"، مشددا على أن "ابني بريء وليس هناك أدلة واضحة على إدانته.. لكن المعتقلين يحاكمون لمجرد مطالبتهم بحقوقهم وتحدي الفساد والنهب"، على حد تعبيره.