أبرز المحلل السياسي بلال التليدي، أن هناك العديد من السيناريوهات التي يمكن اعتمادها لحل أزمة الريف، أولها، يركز على تفعيل الأداء الحكومي، وذلك بالعمل على إخراج المشاريع التنموية للمنطقة في أقرب الآجال، وهذا ما يشير إليه تكليف الملك لرئيس الحكومة بتشكيل لجنة لتتبع تلك المشاريع. وتابع التليدي، في تقرير نشره مركز الجزيرة لدراسات، أن السيناريو الثاني، يقوم على المبادرة المدنية، وقد ظهر الرهان على هذا السيناريو في الحوار الخاص الذي استضافت فيه القناة الأولى والثانية رئيس الحكومة، والذي تعهد فيه بعزم الحكومة على تقديم الدعم لأية مبادرة مدنية تسعى للتهدئة وتسوية الملف. أما السيناريو الثالث، الذي طرحة التليدي، فهو الحوار مع قادة الحراك في السجن، مشيرا إلى أن تجارب الدولة المغربية في الحوار مع المعتقلين، سواء في السبعينات مع اليسار الجديد، أو حديثا مع معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية، تؤشِّر على إمكانية وجود هذه المبادرة. أما السيناريو الأخير، فهو التدخل الملكي، بحيث أكد التليدي، أن هذا السيناريو كان مطروحا قبل سيناريو تفعيل دور الحكومة، بحكم الطلب الكثيف عليه، غير أن أسبابا حالت دونه أو عملت على تأخيره، منها الخوف من إحراج المؤسسة الملكية ووضعها في دائرة الاحتكاك والاشتباك المباشر مع الحراك. وأشار الكاتب المغربي، خلال طرحه لهذه السيناريوهات، أن إصرار الحراك على أسبقية الإفراج عن المعتقلين على أية تهدئة، قد يؤدي إلى رد مقابل من قبل السلطة السياسية، هو العودة القوية للمقاربة الأمنية وإمكان اندلاع الحراك من جديد وربما توسعه وامتداده.