رغم حملة الاعتقالات التي تُباشرها السلطات في حق نشطاء وشباب الريف الاحتجاجي باقليم الحسيمة، ورغم التضييق الأمني الشديد على المتظاهرين إلا أن الاحتجاجت لازالت تخرج في عدد مهم من حواضر وبلدات الاقليم للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين وتحقيق الملف المطلبي للحراك. وفي مدينة الحسيمة عاود المئات من المحتجين الخروج الى الشارع في حي سيدي عابد مباشرة بعد صلاة التراويح، رغم تعرضهم لتدخل عنيف قبل آذان المغرب من لدن القوات العمومية التي استعملت القنابل المسيلة للدموع لتفريق احتجاج عفوي عشية اليوم، مخلفة اصابات واعتقالات. ورفع المحتجون الذين تجمهروا في حي سيدي عابد، شعارات تُطالب باطلاق سراح المعتقلين و رفع "العسكرة" وتحقيق المطالب، وشعارات اخرى تحمل رسائل التحدي للمقاربة الأمنية التي تنهجها السلطات مؤخرا، في تعاملها مع احتجاجات الحراك. مدينة امزورن التي كوقت القوات العمومية مركزها وبعض أحيائها، كان بدورها في موعد مع خروج احتجاجي جديد، احتضنه على غير العادة حي "ايث موسى وعمر"، حيث التجأ المحتجون الى أحد المرتفعات بالحي المذكور لتنفيذ وقفة احتجاجية حاشدة، بعد أن منعتهم السلطات الأمنية من التجمع في وسط المدينة. وسارعت القوات العمومية الى محيط الاحتجاج، حيث طوقته بعدد كبير من السيارات والعناصر الأمنية، ودون أن تتدخل لفض المتظاهرين الذين لاذوا بالمرتفعات لتفادي الاصطدام مع قوات الأمن. هذا وهدت مناطق اخرى بالاقليم وقفات ومسيرات احتجاجية مُطالبة بالافراج عن المعتقلين وتحقيق المطالب، حيث خرج محتجون بعد صلاة التراويح بكل من بوكيدارن و ايث عبد الله وايث قمرة و ايث هشام وبني بوفراح وتماسينت والرواضي، وكذا في قاسيطة واتروكوت التابعتين لاقليم الدريوش. وعلاقة بالموضوع أوقفت السلطات الأمنية زوال أمس الخميس الناشط خالد بنعلي، أحد الوجوه النشيطة من داخل الحراك الاحتجاجي بالحسيمة. وتم اقتياد بنعلي وهو اب لثلاثة أطفال الى مقر الأمن الاقليمي بالحسيمة، ووضعه رهن الحراسة النظرية في افق تقديمه أمام أنظار النيابة العامة.