يختلف إثنان، على أن المسيرة التي نظمتها النساء بمدينة الحسيمة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ل 8 مارس 2017، ستبقى محطة منيرة بالوطن لمكانة الحسيمة كمنارة المتوسط، وستكون النبراس الذي سينير لا محالة، طريق المستقبل الزاهر على جميع الأصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، للوصول إلى التأطير المناسب لحفز الهمم وكل الطاقات على العمل الجاد وتحقيق كل المرامي بفعل التفكير الوقاد والأفكار المبدعة لكل العقول بما فيها الطاقات النسوية الخلاقة والمبدعة لترجمة "النساء شقائق الرجال" ومبدأ المناصفة بالقول والفعل للوصول إلى الهدف المنشود في الانطلاق إلى الوجهة الصائبة وعلى السكة الثابتة نحو النماء والتطور. المكتسبات ومكامن الأمل في مستقبل واعد كثيرة ومتعددة بالنسبة لتلك المحطة التي ستسجل بمداد الفخر للطاقات النسوية بالمدينة، وعلى رأسها المساهمة الفاعلة والشجاعة في بداية التغير في المنظومة الثقافية المحلية بالاعتراف العلني بدور المرأة في المجتمع بشكل ظاهر لا بشكل مستور وخفي وتكريس المسار الوطني في هذا الباب، وكذا زرع الثقة في قدرة النساء على الأخذ بزمام أمورهن بالشارع العام بشكل بارز وظاهر للعيان، بدل ما عرفن به، على مر تاريخ الوطن وما كرس بمقولة "وراء كل عظيم امرأة" في حين أن المستقبل على هذا المنوال سيمكن من القول "المرأة تصنع كل عظيم" وذلك بدون حاجة إلى أن تكون في الخلف وتنتظر أن ينسب إليها الإنجاز بطريقة غير مباشرة. إلى جانب هذه الاعتبارات الموضوعية ذات البعد الهيكلي، هناك عدة إيجابيات على المستوى الآني والظرفي نذكر من بينها المساهمة في الإسراع في الدينامية المسجلة بربوع الوطن لدعم الطاقات النسائية للمرور إلى السرعة المناسبة لتحقيق الأهداف المرسومة مؤسساتيا واجتماعيا. لكن هذا الشق الإيجابي المسجل بعناوين بارزة وأخرى مستترة، لا ينسينا بعض مكامن الظل التي من الصائب الإشارة إليها قصد المساهمة الصادقة في تحقيق الأهداف المثلى محليا ووطنيا وكذا على المستوى الدولي، أولها الضرورة الملحة للنساء للتحرر من أي وصاية كيف ما كان نوعها، خاصة إعطاء زمام المبادرة إلى شباب يتلمس طريقه على درب النضال والمسؤولية وينسب إليه العديد من المؤاخذات، ظهر للعيان تكفله بالتنظيم بارتداء صدريات ملونة وشعارات بعيدة عن المناسبة والظرفية، وسوق بقصد أوغيره، استمرار قصور الطاقات النسوية في التكفل بكل الجوانب بما فيها التنظيمية والأهداف المرسومة، مع إبراز السطوة الرجالية وتمسكها بالمكانة المكرسة تاريخيا وثقافيا بشكل يتنافى والمقصود من اليوم العالمي والسعي إلى تحقيق المناصفة والقدرة النسائية بدون وصاية من أحد. المحطة المسجلة بمدينة الحسيمة يوم الاربعاء 08 مارس 2017، ستبقى منارة بارزة لفائدة النساء بالمنطقة على الخصوص والمغرب بشكل عام، مع ضرورة الوقوف وقفة تأمل لتكريس تحقيق الأهداف المثلى والكبيرة وعلى رأسها النهوض بالمسألة النسائية بدون وصاية وتكثيف المبادرات الداعمة على مدار السنة وعلى جميع المستويات للوصول للهدف. فاطمة أمزيان