بعد صراع مرير مع المرض توفي المرحوم عمر العبدلاوي صبيحة يوم الاثنين 3 ماي 2010 عن عمر يناهز السبعين سنة . وللمرحوم سجل حافل بالتضحيات ، فهو من مواليد 1939 بمركز أيت حذيفة دائرة بني ورياغال / الحسيمة ،متقاعد من التعليم مناضل سابق بحزب الشورى والاستقلال أعتقل مرارا خلال سنوات 1956، 57،58و59 ، يتذكر جيدا سفرياته بين دهاليز التعذيب ، ففي نوفمبر 1956 اقتيد إلى مخفر الشرطة بالحسيمة الذي كان يقع وقتئذ قرب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حاليا، مكث هناك عشرة أيام وذاق مختلف صنوف التعذيب وبلا رحمة، ليطلق سراحه ، بعد ذلك ، بدون تهمة .. في 7 نوفمبر من سنة 1957 تم اقتياده من جديد من داخلية المؤسسة التعليمية التابعة للمعهد الديني ، على يد عناصر شرطة الحسيمة ليقذف مرة أخرى في نفس المخفر ، بعد ذلك نقل إلى قبو سري بأجدير ، سيدرك فيما بعد أن المكان ليس سوى منزل محمد بين عبد الكريم الخطابي الذي تحول من مقر للقيادة الثورية للمقاومة إلى معتقل لتعذيب أبناء الريف ، ويروي المعني بالأمر أنه صادف هناك مع معتقل آخر يدعى التمسماني عمر الذي كان يصب على جسده النحيف ماء مغليا وبعد ذلك يتم جلده بالكرفاج ليتناثر لحمه على الجدران كان ذلك من أجل ترهيب باقي المختطفين ويروي العبدلاوي أن هذا المعتقل كان صامدا وشجاعا إلى حد كان يسمعه يقول وهو يئن من شدة التعذيب ( اضربوا يا كشافة حزب ... ، ياأولاد الحرام ..) وفي 29 نوفمبر 1957 تم نقله من مخفر بأجدير صحبة رفيق له يدعى بامحمد زكري الحذيفي إلى السجن المدني بالحسيمة ليحاكم بعد ذلك يوم 04/05/1958 بستة أشهر نافذة ، في 15/11/ 1958 اعتقل من جديد من قبل أفراد من القوات المسلحة الملكية لمدة سبعة أيام وتعرض للتعذيب بمركز بني حذيفة بعد ذلك نقل للسجن العسكري بتارجيست ليمكث هناك ثلاثة أشهر لاتهامه بالعصيان والمشاركة والتحريض عليه، ويتذكر أنه أطلق سراحه يوم 28 /03/1959 رفقة رفاق آخرين : الحاج صديق ، علا مسعود ، عمر موح حدو الموساوي ، الحاج زكري والد بنزكري محمد الحذيفي من دوار إحدوثان ببني حذيفة ... المعني الأمر تقدم داخل الأجل القانوني بملف من أجل الإنصاف ورد للاعتبار موجه لهيئة الإنصاف والمصالحة سابقا كما اختير من قبل هذه الأخيرة ضمن مجموعة أخرى للمشاركة في جلسة الاستماع العمومية المنظمة بالحسيمة سنة 2005 بعد اقتناعها خلال التحقيقات والمقابلات التي أجرتها مع الضحايا بالحسيمة بجدوى ملف المعني بالأمر ، وقد فارق الحياة دون أن يتم إنصافه بل تعرض لإهمال من قبل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان رغم كل المناشدات التي قدمها له فرع المنتدى للحقيقة والإنصاف من أجل إنقاذ حياته . والآن وقد فارق الحياة يكفيه فخرا له ولعائلته وأصدقاءه أنه ترك سجلا ناصعا بالنضالات البطولية واستحق بذلك أن يلتحق بالشهداء والأبطال أمثال اميس سلام امزيان محمد بوكرين وآخرون وهم قليلون في هذا الزمن الاستسلامي . وبهذه المناسبة الأليمة لا يسعنا إلا أن نتقدم بأحر التعازي لأبنائه وعائلته الصغيرة والكبيرة نتمنى لهم صبرا جميلا في هذا المصاب الجلل . عن المكتب