قام بول بوولس، المؤلف الموسيقي والكاتب الأمريكي الذي عاش جل أيام حياته بطنجة المغربية، بتسجيل لموسيقى وأهازيج شعبية مغربية فريدة في اواخر الخمسينيات من القرن الماضي. اليوم، بعد مضي أكثر من نصف قرن من الزمان، باتت هاته التسجيلات الثمينة تحظى بالإهتمام من جديد؛ فقد كانت ولا تزال طوال كل هاته السنين طريحة أروقة مكتبة الكونغرس الأمريكي بواشنطن. جال بوولس Bowles في كل ارجاء المغرب بعدما حصل على منحة من مؤسسة روكفيلر Rockefeller برفقة آلة تسجيل إستطاع من خلالها أن يسجل العشرات من المقاطع والأنغام بين 1959 و 1962. عملية شاقة كلفته أسفاراً مضنية برفقة صديقه كريستوفر وانكلين والمترجم محمد العربي الجيلالي. غالباً ما كانت محاولاته التسجيل تبوء بالفشل نضراً لرفض إما سكان المداشر التي كان يزورها أو السلطات. إلى درجة أنه قيل للكاتب بوولس أنه لن يتمكن من التسجيلات إلا حين يحصل على ترخيص خطي من وزارة الداخلية. وفي مقولته "الريف، للموسيقى" يكتب بوولس عن التقائه بضابط شاب بفاس وعن ما قال له: "لماذا علي أن أعاونك على تصدير شيء نحاول نحن القضاء عليه؟ أنت تبحث عن موسيقى القبيلة. أصلاً، لم تبقى هناك قبائل. لقد قمنا بحلها؛ لذا فالكلمة لا معنى لها وفي كل الحالات الموسيقى الشعبية لم توجد يوما ما... ضجيج فقط." بوولس يحضر الشاي بمنزل رفيقه كريستوفر وانكلين، مراكش 20/07/1961 مقابلة مع بوولس في منزله بطنجة عام 1993 تسجيلات بوولس كانت تركز عموما على الموسيقى اليهودية المغربية والأمازيغية والعربية، جمعت كلها في 4 أقراص مدمجة من قبل الناشر فيليب سكايلر الذي تعرف على بوولس لأول مرة عام 1970. جمعها في مكتبة الكونغرس تحت إسم موسيقى المغرب. إتحاد اذاعات نيويورك استدعت صديق بوولس، فيليب سكايلر، في 20 من ابريل 2016 فوافتنا بهذه المقابلة: فيما يلي مقطعان من هذه التسجيلات يرجعان إلى 1959، الأول سجل ببلدة إمزورن، إقليمالحسيمة، والثاني ببلدة زغانغان، إقليم الناضور Ighitawiyyen: Chikh Saddiq n Moh El Ghazzaoui (Imzouren, 1959) زغانغن: شيخ حْمَذ ن بلحاج ن حمادي ن علال 1959