تجري جمعية تارودانت للمقام الخماسي، استعداداتها الأخيرة، لاحتضان فعاليات المهرجان الدولي الأول للمقام الخماسي تحت شعار "موسيقى المقام الخماسي: الامتداد التاريخي والبعد الحضاري"، وذلك من 7 إلى 9 غشت المقبل، بعدد من فضاءات المدينة. وفي هذا الإطار، نظمت الجمعية ندوة صحفية، يوم أمس بأحد الفضاءات، لتقديم الدورة الأولى لتقديم المهرجان المتميز في سياقه، وسعيه إلى إعادة الاعتبار لمدينة تارودانت، وما تزخر به من أنماط فنية فريدة؛ من خلال مهرجان سنوي يستقطب عشاق موسيقى الشعوب للمدينة، ويجعلها قبلة للدارسين والمختصين في ثقافات وفنون الشعوب، مما يؤهلها لتبوء مكانتها وإشعاعها جهويا ووطنيا. وتطرق المنظمون، في الندوة أطرها كل من عبد المالك بازي مدير المهرجان وعمر أمارير رئيس الجمعية، لأهمية إعادة الاعتبار للمقام الخماسي؛ باعتباره تراثا موسيقيا وجسرا فنيا يربط منذ القدم بين الشعوب في مختلف القارات، مؤكدين على أهمية هذا المقام وكونه من المميزات الموحدة لعدة أشكال من التراث الموسيقي الوطني؛ كموسيقى الروايس في سوس والموسيقى الوترية في الصحراء وفي بعض المقاطع من الموسيقى الأندلسية. ويعتبر السلم الخماسي سلما بدائيا قطريا تغنت عليه كل الشعوب؛ قبل ان تطور بعض هذه الشعوب فنونها الموسيقية، وقد انتشر قديما في إفريقيا وفي أسيا وفي بعض الدول الأوروبية وانتقل مع الأفارقة إلى أمريكا، ويتكون من خمس نغمات على نقيض السلم السباعي المتكون من سبع نغمات، وهو معروف بالأساس بمنطقة سوس؛ كما أن الموسيقى الأسيوية تعتمد في جانب مهم منها على السلم الخماسي، و يستعمل هذا السلم كذلك في الموسيقى الكناوية و في رقصات أحواش وفي الموسيقى الأندلسية. ويشار إلى أن برنامج الدورة الأولى لهذا الملتقى، سيعرف سلسلة من الندوات العلمية يؤطرها باحثون مختصون في هذا المقام من قبيل؛ عبد العزيز بن عبد الجليل وجمال بنجدو وأحمد عيدون وعبد السلام غيور من المغرب، بالإضافة إلى مريم ويلسون من فرنسا و فيليب سكايلر من الولاياتالمتحدةالأمريكية، فضلا عن إقامة ثلاث سهرات فنية بمشاركة حوالي 17 فرقة فنية محلية ووطنية ودولية أيضا. وتتضمن فعاليات الدورة تكريم فنانين قدما خدمات جليلة لهذا الفن بالإقليم كالرايس أحمد امنتاك وعبد الحليم الناصفي؛ في بادرة تروم "تقديم وردة للفنان في يده خيرا من أن تضع إكليلا على قبره"؛ كما جاء على لسان مدير المهرجان، الذي اعتبر جوابا على سؤال احد الزملاء معايير اختيار المكرمين، تنبني بالأساس على الوضعية الصحية والاجتماعية للمرشحين، مشيرا في معرض جوابه للوضعية الصحية للمحتفى بهما والتي تستدعي الاهتمام.