دخل عزيز بنعزوز، رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة، بمجلس المستشارين، في ملاسنة مع محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، حول السياسة الاقتصادية والمالية المتبعة من قبل حكومة بنكيران، مساء أول أمس (الاثنين)، بلجنة المالية، ما أثار انتباه الحاضرين، خصوصا بسبب استعمال «كلمات قاسية» أثناء النقاش السياسي حول مشروع قانون المالية. وسأل بنعزوز الوزير بوسعيد قائلا «هل تستطيع النوم مرتاحا وأنت تعرف أنك تكذب؟»، ليرد الوزير «أنام مرتاح البال، لأنني لا أكذب وأشتغل بتفان دون غش»، ليستدرك بنعزوز قائلا «أنا أتهمك بالكذب السياسي»، وهو الذي أغضب بوسعيد. وأضاف بنعزوز أن الحكومة لم تستوعب بعد أن نموذجها التنموي انتهى، وأنها مطالبة بوضع نموذج جديد يتطلب عقد مناظرة وطنية تشارك فيها الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية والمهنيون والمجالس الوطنية. وانتقد بنعزوز كل وزراء الحكومة بالخوف من اتخاذ مبادرات خلاقة في مجال تغيير نموذج التصنيع بالمغرب، واتخاذ القرارات الإصلاحية اللازمة في الوقت المناسب، مؤكدا أن الوزراء «يضعون «فرادة» (مسدسات) على رؤوسهم في إطار الرقابة الذاتية، بل ويضعون مخبرين بجانبهم لمنعهم من إبداع الحلول الكثيرة، لذلك فإنهم يشجعون سلوك الكسالى». وتهكم بنعزوز على حديث الحكومة عن صناعة الطائرات والسيارات، مشددا إلى أنها لا تنتج أي قيمة مضافة، منتقدا الترويج للأوهام، لأن المغاربة «كيلصقو قطع الغيار لتركيب أجزاء السيارات والطائرات لا غير»، مشيرا إلى أن المغرب دخل حلقة مفرغة لم يخرج منها، لأن الفاعلين السياسيين ينتجون خطابات الخرافة حول تسريع مخطط التصنيع، فيما هم يستوردون كل شيء. وأوضح بنعزوز أن المغاربة ينتجون فقط 15 % في ما يسمى «صناعة السيارات والطائرات»، فيما الأجانب يصنعون 85 %، لذلك لا يجب مغالطة المغاربة. وقال «انظروا من حولكم، كراسي وطاولات قاعة مجلس المستشارين مستوردة، وأيضا الميكروفونات، وكل الإكسسوارات، بل حتى الألبسة التي يرتديها البرلمانيون، والوزراء وخبراؤهم مستوردة، الكل مستورد إلا الماء المعدني»، مضيفا أن هذا ما يفسر استمرار العجز التجاري لأن المغرب لا يتوفر على سياسة للتصنيع والتصدير. وانتقد بنعزوز «كسل الحكومة»، التي لم تتمكن من إبداع الحلول للرفع من القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، إذ تعتمد على «الزهر» و«على باب الله» وعلى متمنيات أن «يجود الله» بالمطر، ليساهم في تخفيض أسعار المواد الأولية الأساسية خاصة النفط، ودفع دول الخليج إلى تقديم هبات مالية، منتقدا أيضا غياب الثقة بين أعضاء الحكومة. وأعرب بنعزوز عن أمله ألا يتراشق السياسيون بالكلام، وأن يؤمنوا أن المغاربة ساهموا في تحقيق الاستقرار، وألا يزايد أحد على الآخر، لأن الديمقراطية تداول على السلطة والحكم.