لحظة الم ،لحظة كالصاعقة نزلت بنا ببني بوعياش ونحن نتلقى النبأ،إنتشر كالنار في الهشيم بين رفاقه وكل يعبر بطريقته الخاصة عن ألمه وهول الصدمة.... لكن الصدفة التي لم أستطع شخصيا أن أستوعبها هي رحيل الرفيق في يوم عظيم وفي شهر عظيم لا يمكن أن يقال عنه إلا يوما وشهرا للشهداء... تزامن وفاة الرحيل مع الذكرى 31 لانتفاضة يناير 1984 التي سقط فيها مئات الشهداء. تزامن رحيل الرفيق مع الذكرى 28 لاستشهاد شبلي الحركة التلاميذية فريد أكروح وسعيد بودفت الذان إستشهدا يوم 21/01/1987 بل أكثر من ذالك فالرفيق ودعنا صبيحة يوم الأربعاء كما ودعنا الرفيقين إبان تلك السنة ،فيوم 21/01/1987 كان يوم الأربعاء واستشهادهما كان صباحا ... أي صدفة هذه ؟؟ ألا يستحق رفيقنا لقب كاتب أو روائي الشهداء؟؟ وهو الذي كتب لرفيقه في الجمعية الوطنية كمال الحساني وكان من بين الشاهدين على اغتياله.. كما كتب لشهداء إنتفاضة 20 من فبراير بالحسيمة في آخر إصداراته الروائية بعنوان ~محرقة السلوقي~ ،والتي تعتبر من المبادرات النادرة في هذا الصدد ، وبجرأة مناضل قل نضيرها ،ناقش الرفيق حيثيات إستشهاد خمس شباب بمدينة الحسيمة وفضح الجريمة التي ارتكبها النظام في حقهم والمسرحية التي أحبكها من أجل اخفاء معالم الجريمة..... نعم وأنا على يقين أنه كتب وردد ومجد كل شهداء شعبنا ، وقُمع في تخليد ذكراهم وأبدع في التعريف بقضاياهم وطالب بمحاكمة المتورطين في اغتيالهم.... نعم انه يستحق لقب روائي الشهداء وكما كانت جنازته جنازة الشهداء .... رحلت يا رفيق وأنت مفعم بالأمل ولم تستسلم ،رحلت وأنت تناظل من أجل حقك في التعليم ،رحلت وأنت تقاوم من أجل حقك في التشغيل ،رحلت وأنت تقاوم من أجل حقك في عيش كريم لكل أبناء جلدتك.. مهما عبرنا لن نترجم الحزن الذي بداخلنا ونحن لم نصدق بعد أنك فعلا قد ودعتنا . صبرا لذويك ولرفاقك وكل أصدقائك فالكل إنكوى برحيلك فلترقد روحك بسلام