فرسان الشهادة: أكروح فريد، بودفت سعيد زغردي يا أمي, يا أم الشهيد..........شهيدنا شهيد, سعيد وفريد لا يمر شهر دون إحياء ذكرى شهيد أو شهيدة, لكن شهر يناير شهر الشهادة بامتياز .ففي خضم استحضارنا لذكرى شهداء يناير :شهداء الانتفاضة المجيدة يناير 1984, شهداء القضية الفلسطينية اللذان قدمتهما الحركة الطلابية :الشهيد عادل الأجراوي والشهيدة زبيدة خليفي بالموقع الجامعي الصامد فاس(20يناير 1989), نستحضر ذكرى روح الشهيدين البطلين بودفت سعيد وأكروح فريد .هذا اليوم (الجمعة21يناير2011)يكون قد مر على استشهاد هذين التلميذين اليافعين 24سنة, وضدا على الصمت المطبق الذي طبع قضية استشهاد هذين الشهيدين ارتأينا أن نستحضر هذه الذكرى مع الإحاطة بالظروف التي تمت فيها الشهادة: في الموسم الدراسي87/88 عاشت ثانوية إمزورن على ايقاع الاحتجاجات التلاميذية من أجل ملفهم المطلبي(المكتبة, القسم الداخلي...), حيث ووجهت احتجاجاتهم بالقمع تارة وباللامبالاة تارة أخرى, وفي صبيحة يوم الأربعاء 21يناير1987بينما كانت الجماهير التلاميذية تخوض شكلا احتجاجيا داخل أسوار الثانوية, ستفاجئ بتدخل همجي وحشي للأجهزة القمعية مدججين بمختلف وسائل القمع وعلى اثره افترق التلاميذ, فهناك من تمكن من القفز خارج الأسوار فيما توجه البعض إلى داخل الأقسام ووضعوا متاريس بالطاولات في الباب الرئيسي للأقسام, فيما لم يتمكن كل من فريد وسعيد من الالتحاق برفاقهم, خاصة وأن سعيد كان معاق جسديا لتنهال عليهم آلة القمع الطبقية وبشكل وحشي فاستشهد فريد الذي كان يتابع دراسته بالباكالوريا-شعبة العلوم التجريبية-عن سن لا يتجاوز 22عاما بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة, أما سعيد فقد استشهد مساء ذلك اليوم حين عودته إلى بيته بعدما تعرض لضربات موجعة من طرف قوى القمع الإرهابية خاصة أنه كان ضعيف جسمانيا وصغير السن -16سنة ازداد سعيد بدوار تيزي أوعكي بضواحي سد عبد الكريم الخطابي يوم25يناير1971 من أسرة فقيرة, وكان مسجلا آنذاك بالسنة الثانية من السلك الإعدادي, وكان من التلاميذ المتميزين بمستواه الدراسي العالي, كما يشهد على ذلك أساتذته, لازلت أتذكر عندما سألت احد الاساتذة- الهيشو استاذ اللغة العربية بثانوية امزورن . خلال احدى الحصص الدراسية عن أحداث ثانوية إمزورن 1987 فبدأ يحكي لنا نحن الجيل اللاحق -سنة1996-عن ذلك اليوم المشهود ولما سألته عن الشهيدين فقال لنا : “سعيد كان يدرس عندي وكان تلميذ مجتهد ولا زلت احتفظ بورقة الفرض الذي حصل فيه على نقطة 17/20′′ ولم يتمكن الأستاذ من إكمال شهادته و حصته الدراسية بعدما اغرورقت عيناه بالدموع. لتبقى ثانوية امزورن التي حملت مشعل النضال والريادة مع موعد كل 21يناير سنويا لتخليد ذكرى الشهيدين اللذان اغتالتهما الآلة القمعية للنظام اللقيط. . يأتي استشهاد فريد ليعلن صمود الحركة التلاميذية بإمزورن في وجه النظام القمعي وضد مخططاته الطبيقة التصفوية, واستشهاد سعيد -الذي تزامن مع عيد ميلاده السادس عشر-ليعلن ميلاد حركة تلاميدية مناضلة ومنظمة, تكرم هذين الشهيدين من خلال تفجير معارك بطولية كل موسم دراسي وتخلد بشكل سنوي ذكرى الشهيدين كل يوم 21 يناير. فريد الصمود سعيد الأمل *** هو ذا الحب هو ذا الوطن