تعيش جامعة محمد الأول بوجدة، في الأيام الأخيرة على صفيح ساخن، جراء تصاعد الإحتجاجات الطلابية بمُختلف أشكالها، التي تمخّضت عن مشاكل عديدة تتخبط فيها مختلف الكليات التابعة للجامعة بشكل خاص وقطاع التعليم العالي بالمغرب بشكل عام. وشهدت كل من كلية العلوم القانونية والإقتصادية وكلية الآداب والعلوم الإنسانية و كلية العلوم وكذا الحي الجامعي، على مدار الأسبوع الجاري، إحتجاجات متواترة ومتفرقة، تتقاطع في التعبير عن سخط الطلبة من الواقع المزري الذي يعانون منه، بسبب تفاقم المشاكل التي تُعيق مسارهم في التحصيل العلمي من داخل الجامعة. التماطل في فتح المطعم الجامعي، والسعي إلى حرمان الطلبة غير الممنوحين من الإستفادة من خدماته، والتأخير في صرف المنح، و الإكتضاض من داخل المدرجات، علاوة على تحفّظ الطلبة عن بعض البنود التي جاء بها التعديل البيداغوجي الجديد وغموض بعضها، وكذا التضييق على الحراك الطلابي على المستوى الوطني ومحاولة تجريمه بنصوص قانونية... كلها مشاكل عجّلت بتصاعد الإحتجاجات، التي تُوجت بمقاطعة جزئية للدراسة بالكليات الثلاث أعقبتها مسيرة حاشدة، زحفت خارج الحرم الجامعي، قبل أن تُعيق تحركها القوات العمومية التي شكّلت جدار بشري كوّنه خليط من التدخل السريع القوات المساعدة. وفي موضوع آخر عرفت كلية الآداب والعلوم الإنسانية، خلال الأسبوع الجاري، مقاطعة للإختبار الشفوي لماستر "اللغات والثقافات المغربية واستراتيجية التنمية" فعّلها مكتب التعاضدية بالكلية الذي يقوده طلبة جماعة العدل والإحسان، إحتجاجاً على ما أسماه بيان التعاضدية "خروقات كبيرة واختلالات عميقة وعملية تزوير صاحبت هذا الماستر منذ انطلاقه على مستوى قبول الطلبة وكذا نتائج الانتقاء الكتابي،دون احترام الشروط الموضوعة من طرف منسق الماستر، في خرق سافر للقوانين المؤطرة لهذا المسلك وضرب لمبدأ تكافؤ الفرص والكفاءة"، مُطالباً بتدخل وزارة التعليم العالي وفتح تحقيق في الموضوع. خطوة طلبة الجماعة لم يَستسغها القاعديون، حيث دخل الطرفان في نقاشات ساخنة حول الموضوع تخلّلتها تبادل للإتهامات، ليتطور الأمر إلى كر وفر و تبادل الرشق بالحجارة داخل كلية الآداب، وكذا كلية العلوم، قبل أن تُخمد المناوشات دون خسائر. وإرتباطا بالموضوع أفادت مصادر متطابقة أن رئاسة الجامعة بدورها تعيش على صفيح ساخن، تُلهبه الصراعات السياسية، خاصة بعد إقالة رئيس الجامعة عبد العزيز صادوق، بعد حملة "شرسة" شنها عليه "لوبي البيجيدي" داخل الجامعة، وفي هذا الصدد أكدت ذات المصادر أن الضابطة القضائية التابعة لولاية أمن وجدة إستمعت مطلع هذا الأسبوع لعبد العزيز صادوق، بعد أن تقدّم شكاية إلى يتهم من خلالها نائبه بإتلاف وثائق رسمية، ومن المنتظر أن تستدعي الضابطة القضائية نائبه للإستماع إليه في محضر رسمي حول ما يتهمه به رئيسه السابق.