تحتضن العاصمة البلجيكية بروكسيل، في الفترة ما بين 22 و 28 نونبر 2014، أسبوعا ثقافيا مغربيا، وذلك في إطار الأنشطة المنظمة على مدار السنة بمناسبة الاحتفال ب 50 سنة من الهجرة المغربية إلى بلجيكا. وتروم هذه التظاهرة، التي تعد ثمرة شراكة بين وكالة والونيا - بروكسيل الدولية وفضاء (ماغ)، فتح نافذة جديدة على حيوية التعابير الثقافية المغربية، وتشكل مناسبة لتعزيز الروابط التي تجمع بلجيكا (وخاصة منطقة والونيا وبروكسيل) والمغرب. وبعيدا عن الصور والأفكار النمطية، سيتم بمناسبة هذا الأسبوع الثقافي عرض مجموعة مختارة من الأعمال المسرحية والسينمائية التي تجمع بين التأمل ومتعة الإبداع، فضلا عن تنظيم نقاشات فكرية تغني أمسيات هذا الأسبوع. ففي المسرح، يحتضن فضاء (ماغ) يوم 22 نونبر الجاري عملا مسرحيا بالدارجة المغربية تحت عنوان "العساس" (الحارس). وتتبنى هذه المسرحية، المكتوبة في تناغم مع روح تقاليد وقواعد "العرض الفردي"، أسلوبا دراميا يجمع بين السرد والتجسيد والحكي وتشخيص المواقف. وتضم المسرحية ثلاث قصص يرويها ثلاثة ممثلين يلعبون أدوار حارس مدرسة، وحارس عمارة، وحارس سيارات. وتتقاسم هذه الشخصيات الثلاثة مع الجمهور وجهات نظرها حول العالم من خلال نظرة ساخرة مليئة بروح الدعابة. وسيكون الجمهور مع موعد هام آخر خلال هذا الأسبوع خلال الفترة ما بين 26 و 28 نونبر من خلال تنظيم عروض للأفلام القصيرة والمتوسطة المنجزة خلال موسم 2013 - 2014 بمناسبة 50 سنة من الهجرة المغربية إلى بلجيكا. وتحمل هذه الأعمال، التي تعالج بالخصوص قضايا الذاكرة وتاريخ الهجرة المغربية والروابط مع الوطن الأم، رؤى متفردة حول هذه الذكرى. وستمنح لجنة تحكيم مكونة من مخرجين وصحفيين وباحثين بهذه المناسبة جائزة "نظرة نسائية" وجائزة لجنة التحكيم، وكذا جائزة ثالثة موجهة للشباب. وخلال هذه التظاهرة، سيتم تنظيم دورة تكوينية حول الإنتاج السينمائي يومي 27 و 28 نونبر الجاري، في حين سيتميز حفل الاختتام بعرض فيلم "الباب المسدود" لعبد القادر لقطع، والذي يعود تاريخ إنتاجه لسنة 1985 ، فضلا عن التئام مائدة مستديرة حول "الإبداع السينمائي المغربي في مواجهة الطابوهات"، والتي ستعرف مشاركة ممثلين، ومخرجين، وصحفيين ونقاد سينمائيين. ومن ناحية أخرى، سيحتضن فضاء (ماغ) يوم 12 دجنبر القادم، في إطار الاحتفال ب 50 سنة من الهجرة المغربية إلى بلجيكا أيضا، ندوة علمية حول الهجرات من منطقة شمال إفريقيا. وستناقش هذه الندوة "البحث في العلوم الاجتماعية حول التبادلات الإنسانية بين بلجيكا وأوروبا وشمال إفريقيا في مواجهة تحدي بناء فضاء للتعاون والابتكار والتداول الحر للمعارف بين ضفتي المتوسط". وعلى امتداد سنة 2014 ، التي تصادف الذكرى الخمسينية لتوقيع اتفاقية بين بروكسيل والرباط من أجل توظيف اليد العاملة المغربية (17 فبراير 1964 ) ، تسلط بلجيكا الضوء على نصف قرن من الحضور المغربي على أراضيها. إنه عمل كبير حول الذاكرة ذاك الذي تمت برمجته لإبراز هذه المناسبة، حيث تم إنجاز أعمال متنوعة سواء في المسرح أو الرقص أو الموسيقى أو الأدب أو السمعي البصري أو الوسائط أو التنشيط من أجل المساهمة في استحضار محطات من حياة رجال ونساء هذه الجالية. كما حضرت واجهة أخرى تعنى بالذاكرة والاعتراف ممثلة في تنظيم نقاشات جمعت المثقفين والسياسيين والفنانين والكتاب والمخرجين وكذلك أبناء المهاجرين، رموز النجاح والاندماج، حول قضايا مرتبطة بمساهمة الثقافة المغربية في بلجيكا، واندماج الجالية المغربية داخل المجتمع البلجيكي، وكذا مفهوم المواطنة.