وجدت العديد من الأسر بحي توريزمو الصفيحي بمدينة الحسيمة، المحاذي لمقر محكمة الاستئناف، نفسها مضطرة إلى العودة إلى نقطة الصفر، بعد أن توقفت عملية تسجيل المستفيدين من مشروع إعادة إسكانهم، وكذا استثناء بعض الأسر من العملية نفسها. ولم تستسغ الأسر ذاتها، عدم تمكينها من حقها في الاستفادة من المشروع، بل منها من راسلت السلطات المحلية والإقليمية، وعقدت اجتماعات مع الجهات المسؤولة، لم تسفر عن نتائج ملموسة تعفيها من المزيد من طرق أبواب السلطة. وعمدت الأخيرة إلى إفراغ أسرة من سكنها الصفيحي، وهدمه قبل التوصل إلى أي حل مرضي لها، مااضطرت معه الأسرة إلى نصب خيمة وسط الحي، متخذة إياها مسكنا رفقة أطفالها الذين يعيشون حالة من التشرد ولا يستفيدون من أبسط حقوق العيش الكريم. وتطالب الأسر المعنية بحقها في الاستفادة من المشروع مثل باقي السكان، معبرة عن تخوفها من حالة إفراغ أفرادها قبل تسوية الأمر. وتطالب الأسر المعنية بحوارات جادة معها بغية التوصل إلى حلول مرضية، قبل العمل على إفراغهم بشكل " تعسفي "، مشيرة إلى أنه من غير المعقول أن يزج بالأطفال والنساء في الشارع، داخل خيام مهترئة، وسط أكوام من النفايات، ومجاري مياه الصرف الصحي. وطالبت الأسر بتصحيح بعض الاختلالات التي حالت دون استفادة بعض المواطنين، على غرار المواطنة فطيمة السعيدي التي تجرعت هي وأبناؤها مرارة العيش داخل كوخ قصديري لسنوات طويلة، وحرمت في النهاية من الاستفادة من سكن لائق يبعث فيها الإحساس بإنسانيتها. ودخلت الأخيرة في معركة " الموت" وقررت الدخول في اعتصام مفتوح مع الإضراب عن الطعام، رفقة ابنها، أمام كوخهما، بعد استنفاذها كل مساطر التظلم، وذلك احتجاجا على إقصائها من الاستفادة، إسوة بباقي قاطني الحي سالف الذكر، موضحة أنها تتوفر على وثائق ثبوتية تؤكد استقرارها بالسكن داخل الحي منذ سنة 1948. ومازال شبح الإفراغ إلى حد الآن يتهدد العديد من الأسر التي سيكون مصيرها الشارع، في ظل إقصائها من عملية الاستفادة من مشروع إعادة الإسكان، وذلك على غرار ما حدث لمواطنين كانت حكمت عليهما المحكمة الابتدائية بشهرين حبسا نافذا، بعد رفضهما إفراغ المسكن الصفيحي الذي كان يؤويهما. وقالت مصادر إن أشخاصا استفادوا من المشروع ذاته، دون وجه حق، وتم التغاضي عن مطالب بعض السكان الأصليين الذين تم تبرير إقصائهم بذريعة العائلات المركبة، علما أنها صاحبة حق، بحكم أنها الشريحة التي يستهدفها مشروع إعادة الإسكان وليس عائلات أخرى تتمتع بسكن لائق.