بني بوفراح كتب لها أن تظل رهينة التهميش والمعاناة على جميع المستويات ، مما حتم على الكثير من سكان هذه البلدة اختيار وجهات أخرى ، سواء داخل الوطن أو خارجه. أتذكر تلك الجلسة التي جمعتني مع أحد أصدقائي صيف 2006 عندما بدأ يحدثني عن اسبانيا من حيث البنية التحية ( طرق ، مرافق صحية ، رياضية ... معامل...) أيضا عن فرص الشغل الموفرة هناك ثم قال لي: "يا السي سعيد راه كاين فرق كبيييير بنا و بنهم ' حنا حتى حاجة ماهي هكذاك لا طريق معوطة لا سبيطار لا فين تخدم لا فين تدوز النهار ' ثم قال لي راه الوقت كيدوز تقيل هنا". فكم مر من زمان ولم يتغير تقريبا أي شيء في المنطقة بل ازداد الوضع سوءا و فقرا و تهميشا و عزلة ، من بين المشاكل الكبرى التي تواجه بلدتنا والتي ساهمت بشكل كبير في هذه العزلة، هي حالة الطريق الإقليمية رقم 5205 الرابطة بين تارجيست وشاطئ قزح (كلايريس) والبالغة مسافتها حوالي 38 كيلومترا ، تعيش حالة كارثية يصعب وصفها. لم تستطع المنطقة أن تستفيد من و لو مشروع مهيكل واحد من المشاريع التي عاشها المغرب في عهد الملك محمد السادس نصره الله من شماله إلى جنوبه و من غربه إلى شرقه بمبادرات التنمية والتهيئة والإصلاح والديمقراطية، فالمشروع المهم الذي كان من المنتظر أن يعمل على جلب السياح و خلق فرص الشغل و المساهمة في تنمية المنطقة ، أصبح في خبر كان و المشروع الذي أتكلم عنه هو مشروع إعادة هيكلة شاطئ قزح (كالايريس). إن الطريق تلعب دورا محوريا في تنمية المنطقة ، فكم من صفقة أبرمت مع فلاحي و تعاونيات المنطقة قد ألغيت بسبب مشكل الطريق لذا فهم حاليا يجدون صعوبات في تسويق منتجاتهم إلى مناطق أخرى ولاسيما أنه على مستوى مركز بني بوفراح أو كما يسميه أصحاب المنطقة (الكونترو( توجد الطريق الساحلية الرابطة بين السعيدية و طنجة. وفي ظل هذه الوضعية المزرية لهذا المسلك الطرقي الذي يستعمله المئات من المواطنين يوميا، يبقى مسئولو المنطقة مكتوفي الأيدي أمام هذه الوضعية الكارثية التي تتفاقم يوما بعد يوم رغم أن هذه الطريق تتسبب في عزلة ساكنة مهمة من قبيلة بني بوفراح عن معظم المصالح الإدارية والتربوية والصحية التي توجد بمدينة تارجيست نتيجة لصعوبة المرور من المسلك. وتبقى مجموعة من التساؤلات المطروحة من قبل مستعملي هذه الطريق' لماذا لا تتحرك الجهات الوصية من اجل إصلاح هذه الطريق وبالتالي فك العزلة عن هذه المنطقة و المساهمة في التنمية المحلية ؟ أم أن الأمر قد أصبح من المستحيل ؟ لسيما و ان العديد من الوعود قد اعطية للساكنة بخصوص مصير الطريق ولم تجد لحد الساعة تنزيل على ارض الواقع كالبدء في الاشغال مثلا' لذالك فإننا لا نريد كما جاء في الخطاب الملكي" مغرب يسير بسرعتين" فالمتتبع للشأن المحلي يرى أن أغلبية المشاريع تستفيد منها مدينة الحسيمة ، على حساب المناطق التابعة لها إقليميا مع العلم أنه عندما يحل صاحب الجلالة بالحسيمة فإن سكان بني بوفراح ، تارجيست ، بني جميل و المناطق المجاورة هي التي تنتقل لاستقباله استقبالا حارا. هذا هو حال الطريق رقم 5205 الرابطة بين تارجيست و بني بوفراح و كالايريس طريق تسمح بمرور سيارة وحيدة عند التقابل بعد ان تاكلت جنباتها مما يزد من صعوبات التنقل مما يستوجب ايجاد الحلول الملامة لطريق في غاية الاهمية قد تربط تارجيستبالحسيمة شرقا و بتطوا ن غربا, فانتظار مشاريع أخرى تأهل الجماعة القروية بني بوفراح و نواحيها الذي تتوفر على مؤهلات طبيعية و سياحية متميزة