أكد تقرير منظمة الصحة العالمية، حول ظاهرة الانتحار الذي عرض، أخيرا في جنيف، أن 1628 مغربيا انتحروا ما بين 2000 و2012، إذ يشكل الرجال 87 في المائة منهم، بتسجيل 1431 حالة انتحار، فيما بلغ عدد النساء المنتحرات 198 حالة. وتحدث التقرير عن وجود نسبة كبيرة من المسنين المغاربة، ضمن الشرائح العمرية الأكثر إقبالا على الانتحار. وتظهر الدراسة أن المغاربة يقبلون على هذا الفعل مع التقدم في العمر. وتحدث التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية، عن الفترة ما بين 2000 و2012، إلى أن عدد حالات الانتحار في صفوف المغاربة، ارتفع من 2.7 في المائة إلى 5.3 في المائة من أصل كل مائة ألف نسمة. وقال التقرير إن فئة المسنين تهيمن على حالات الانتحار في المغرب، بمعدل يقترب من 14.5 حالات عن كل مائة ألف شخص، بينما تنخفض هذه النسبة في صفوف المسنات من النساء إلى 3.7 حالات. وقال مصطفى يطو، باحث في علم النفس، إن الانتحار يرتبط بعدة مسببات، ويأتي بعد مراحل تتراكم لتوصل الفرد إلى هذا الفعل. وربط الباحث بين اتساع الظاهرة والاضطرابات النفسية والاكتئاب، الذي يعدد المسبب الأول للانتحار، وهي حالة، يقول يطو، تدخل الشخص في قلق شديد، يولد لديه حزنا فينتقل إلى مرحلة السوداوية، وهي ما يعرف بمزاج الاكتئاب، حينها يفقد المرء الرغبة في الحياة وتتردد عنده فكرة الموت. واعتبر الباحث المختص أن الإحساس بالضيق وانعدام التجاوب مع الأفراد، يسهلان عملية الانتحار، مضيفا أن الفئة العمرية ما بين 30 و49 سنة، تتميز بتعرض أصحابها للمكبوتات والإكراهات النفسية المعارضة، يغذيها الإحساس بعدم تحقيق الكثير من الرغبات، وهو ما يخلق حالة من القلق والخوف، قد تتحول إلى عامل مشجع على الانتحار. وقال يطو، إن الفرد ينتقل في هذه المرحلة، من التفكير الشعوري إلى اللاشعوري، ويتصرف تصرفات، قد تجعله عالة على المجتمع، ما يسهل عملية التفكير في الانتحار نفسه. ووفق التقرير العالمي، فإن المغاربة يتجاوزن مرحلة المراهقة والشباب، بوصفها إحدى فترات الاضطراب بدون مشاكل نفسية، غير أن الرغبة في الانتحار تتولد لديهم في سن متأخرة، وهو ما أظهرته الدراسة التي أكدت أن "معدل الانتحار وسط الشريحة العمرية ما بين 15 وَ29 عامًا، لا يتعدى نسبة 6 حالات لكل مائة ألف نسمة"، وترتفع قليلا هذه النسبة بالنسبة إلى الفئة العمرية ما بين 30 و49 سنة، بينما سجلت الدراسة أن المؤشر الإيجابي الوحيد هو تراجع حالات الانتحار في صفوف النساء. وأكد التقرير ارتفاع عدد حالات الانتحار في العالم، إذ سجلت 800 ألف حالة انتحار سنويا، دون احتساب محاولات الانتحار الفاشلة، مضيفا أن الظاهرة أصبحت ثاني سبب للوفاة في العالم لدى الفئة العمرية ما بين 15 و29 سنة، علما أنه نظير كل شخص ينتحر، هناك 20 آخرين يفشلون في الانتحار.