كشف تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية أرقاما صادمة حول حالات الانتحار في المغرب، خلال الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى سنة 2012. وذكر التقرير أن عدد المغاربة الذين وضعوا حدا لحياتهم في تلك الفترة بلغ 1628 شخصا، للرجال منهم حظ الأسد، إذ يصل عدد المنتحرين الذكور إلى 1431، في حين أن عدد النساء لم يتجاوز 198 حالة. ولقد وضع ذلك الرقم المغرب في المرتبة الثانية عربيا بعد السودان، الذي سجل 4386 حالة (1340 من النساء مقابل 2946 من الرجال)، متقدما على باقي الدول العربية كالجزائر (677 حالة)، تونس (262 حالة)، ليبيا (90 حالة)، موريتانيا (68 حالة)، مصر (1264 حالة)، العراق (376 حالة)، الإمارات العربية المتحدة (274 حالة) والأردن (114 حالة). وسجل التقرير أيضا أن حالات الانتحار في المغرب تضاعفت بشكل مهول ما بين سنة 2000 و2012، حيث ارتفعت بنسبة 97.8 بالمائة. غير أن المثير في تحليل هذه الأرقام، هو ارتفاع حالات الانتحار في أوساط الرجال بنسبة تصل إلى 135 بالمائة، وتراجعها في أوساط النساء بنسبة 6.1 بالمائة. وبخصوص الفئة العمرية الأكثر إقبالا على الانتحار، ذكر تقرير المنظمة أن هذا السلوك أكثر شيوعا في أوساط المسنين الذين يتجاوزون عتبة السبعين من العمر، إذ وصل المعدل الإجمالي لهذه الحالات سنة 2012 إلى 14.4 حالة لكل 100 ألف شخص، وهو رقم يرتفع في أوساط الرجال ليصل إلى 30.1، ويستقر في أوساط النساء عند عتبة 3.1 لكل 100 ألف امرأة. ودقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر في العالم، إذ كشفت في تقريرها أن 800 ألف شخص ينتحرون في العالم كل سنة، بمعدل انتحار شخص واحد كل أربعين ثانية، وهو رقم يتجاوز أرقام ضحايا الحروب والكوارث الطبيعية.