يبدو أن الحرب بين أبناء صنهاجة الريف وبعض الأحزاب السياسية التي تعمل على موضوع الكيف (التقنين) قد اندلعت، وستزيد من حرارة هذا الصيف حيث تستعد جمعية "أمازيغ صنهاجة الريف" إحدى الجمعيات التي تربط عملية التقنين بالتنمية الشاملة لمناطق زراعة الكيف –تستعد- لتوجيه ملتمس إلى وزارة الداخلية لمنع حزبي الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال من عقد التجمعات الحزبية بمناطق زراعة الكيف إلى ما بعد الانتخابات المقبلة. شريف أدرداك رئيس الجمعية كشف في تصريح ل"اليوم24" أن الملتمس الذي تستعد الجمعية لوضعه لدى مصالح وزارة الداخلية والقصر الملكي، يتضمن طلبا بمنع هذه الأحزاب من استغلال المزارعين في "التنافس الانتخابي وترويج الأوهام"، من ذلك مسالة "العفو العام" الذي يتم الترويج له بغرض "كسب الأصوات في الانتخابات المقبلة". أكثر من ذلك يقول أدرداك يتم الترويج من قبل بعض مسؤولي هذين الحزبين في اللقاءات التي يعقدونها في هذه المناطق، والتي كان أخرها لقاء حزب الاستقلال بجماعة "زومي" بنواحي وزان، إلى أن القانون الذي يقترحونه للتقنين سيمكنهم من زراعة الكيف كما هو الشأن لمنطقة جبالة وبالتالي تصبح هي الأخرى مثل باقي المناطق التاريخية التي كان الكيف محصورا فيها (كتامة، أيت سداث، بني خالد). أدرداك أكد أن الهم الأول بالنسبة للقوى السياسية التي تتحرك في المنطقة هو الظفر بحصتها في الانتخابات، مشيرا إلى أن هذه القوى تلعب على وتر حساس أيضا هو وتر الملاحقات "فالمعروف في هذه المناطق أن أي شخص تقدم أمام هؤلاء مدعيا حمايتهم من المخزن وملاحقات الدرك ورجال المياه والغابات سيعتبرونه هو الشخص الذي يصلح، بالرغم من أن ذلك مجرد أوهام فحزب الاستقلال يسير اكثر من جماعة بالمنطقة منذ عشرات السنين لكن الملاحقات في تنامي مستمر أمام غياب تنمية حقيقية". من جانبه قال نورالدين مضيان رئيس الفريق النيابي لحزب الاستقال بمجلس النواب أن الجمعية المذكورة التي ستتقدم بالملتمس المذكور هي جمعية "وهمية" مقرها في "محفظة مؤسسها تتنقل بين شيشاوة والريف"، وأتهم مضيان الجمعية بممارسة العمل السياسي على اعتبار الكلام الصادر منها كلام سياسي في الوقت الذي تقول فيه بأنها جمعية تنشط في المجال المدني. كما اعتبر نفس المتحدث في تصريح ل"اليوم24" أنه على عكس الادعاء الذي تقدمت به الجمعية، فان حزب الاستقلال متواجد بمناطق زراعة الكيف منذ 80 سنة، قبل أن يتهمها بأنها تخدم "أجندة الأباطرة" مشيرا إلى أن بين هؤلاء الأباطرة سياسيون في هذه المناطق يمولون أنشطة هذه الجمعية. في السياق نفسه كشف عمر الزراد الأمين العام الاقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بمدينة الحسيمة، أن الحملات الانتخابية منظمة بقانون ولها أجال معين، قبل أن يؤكد بأن الأصالة والمعاصرة يشتغل وفق القانون المنظم ومن حقه عقد اللقاءات التي يرى أنها تهدف إلى إذكاء النقاش العمومي حول مسألة التقنين، لإيجاد الحل المناسب لزراعة الكيف وحتى للتحديد الغابوي الذي طرح الهديد من المشاكل.